كآبة في الجزائر العاصمة

17 اغسطس 2016
(تصوير: يوسف كراش)
+ الخط -

الموسيقى تضرب وراءك مثل موجةٍ جائعة
البيانو صوتُ جوعها ونقْرُ غضبِها
مهما ابتعدتَّ.. يكفي أن تُنصت قليلاً لتسمعها
لن تستطيع مهادنتها أو ترويضها
لها أنفاس جميع الغرقى
وأصوات من لم يجدوا قوت يومهم وسكتوا.

[لكنك الآن في هذه البرّية الجرداء تبحث عن شجرة تشنق نفسك عليها فلا تجد]

لا تبتعد عنك "ديار الشمس"*
لا يبتعد عنك سعاة الجبل ولا متسكعو العاصمة
لا الحمائم التي تتبغدد على النوافذ المزخرفة
ولا العصافير التي تمارس جنساً جماعياً مع السماء...
لا يفارقك المنتفضون الذين تآمرت عليهم الأمطار وعسس الحكومة
أنت ربيب أولئك وطريد هؤلاء

الموسيقى تَضْرِب من جميع الجهات
والهواء يتمزّق.


2

تخيلوا شخصاً لم يسمع "وردة"
ألحانها المصرية تحديداً
إن في صوتها طلعة المحكوم طوعاً إلى المشنقة
ثم لا يشنقونه
يقولون له: اذهب عقابك الحب.

أنا ذهبت إلى الجزائر ولم أرجع
إن لتلك البلد قلباً مثل الكهف
إن دخلته لن تخرج
إنّ لها فجراً دامياً
ينقّط حلاوةً مثل شجر التوت
كما أن الموت هناك ليس موتاً.


* حي شعبي في الجزائر العاصمة

المساهمون