أظهرت بيانات رسميّة في اليمن، حدوث قفزاتٍ في أسعار "القات" والتبغ والسجائر خلال الأشهر الأخيرة، فيما توقع متعاملون في سوق "القات" ارتفاعاً كبيراً في مبيعاته خلال فترة مونديال كأس العالم، الذي يبدأ أولى مبارياته اليوم الخميس في البرازيل.
و"القات" عبارة عن أوراق شجر تمضغ وتخزن في الفم، ولها تأثير المخدر بدرجة متوسطة، وهو مادة يتعاطاها اليمنيون بشكل واسع ويومي.
وحسب بيانات البنك المركزي اليمني، فقد ارتفعت أسعار العديد من السلع في اليمن خلال شهر مارس/أذار الماضي على أساس سنوي، بينما يعيش ثلث سكان البلد على أقل من دولارين يومياً.
وأشار البنك، إلى أنّ أسعار التبغ والسجائر و"القات" الذي يمضغه يومياً معظم سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة بنسبة 9.4% في مارس، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
ورغم استثناء "القات" من سلة السلع، التي يقاس على أساسها مستوى التضخم الأساسي للأسعار، باعتبارها من السلع المتقلبة، فقد قفز التضخم إلى 10.7% في مارس/أذار، مسجلاً أعلى مستوياته في 19 شهراً، بينما كان 8.8% في فبراير/ شباط.
وتشير البيانات اليمنية، إلى احتلال "القات" المرتبة الثانية بعد الغذاء في قائمة إنفاق الأسر بنسبة تتراوح بين 26 و30%، حيث يتعاطى 73% من الرجال و46% من النساء و23% من الأطفال "القات" يومياً.
وسعر حزمة "القات" تتفاوت حسب الجودة وطبيعة السوق، بين 5 آلاف ريال يمني (23.2 دولار) و40 ألف ريال (186 دولاراً)، في حين تتجاوز بعض الأنواع هذه الأسعار، حسب متعاملين في أسواق هذه السلعة.
وقال أحد المتعاملين طلب عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك توقعات بازدياد الإقبال على "القات" خلال الفترة الحالية وحتى انتهاء مونديال كأس العالم، حيث يقبل اليمنيون على استهلاك "القات" في مثل هذه المناسبات.
وأضاف أنّ الارتفاع المتوقع في الطلب على القات سيرفع تباعاً الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.
وتنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل اليوم الخميس، عندما يلاقي الفريق المضيف البرازيلي المنتخب الكرواتي في ساو باولو في الساعة الثامنة مساءً بتوقيت جرينتش.
وسيتبارى 32 منتخباً طيلة شهر كامل من أجل الوصول إلى المباراة النهائية التي ستحسم البطولة في مدينة ريو ديجانيرو يوم الأحد 13 يوليو/ تموز.
وكان تقرير لوزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت في 2010، أشار إلى أن "الهوس الجماهيري الكبير لمتابعة مباريات كأس العالم التي جرت في جنوب إفريقيا ساهم بتزايد الطلب بشكل كبير على "القات"، حيث ارتفعت أسعاره بشكل مفاجئ بنسبة وصلت إلى 70%.
وتسعى السلطات اليمنية إلى تقليص انتشار "القات" الذي يضغط على اقتصاد البلاد بشكل ملحوظ.
وأعلنت السلطة المحلية في محافظة سقطرى جنوب اليمن في الأسبوع الأوّل من يونيو/حزيران الجاري، منع بيع "القات" في عاصمة المحافظة "حديبو" وإخراج محلات "القات" من المدينة.
وتعد هذه الخطوة الأولى رسمياً في اليمن، حيث يقوم المواطنون في هذا البلد بمضغ "القات" يومياً وصرف مليارات الدولارات سنوياً على شرائه.
الدولار = 214.9 ريال يمني.