تهافت على شراء الخبز في لبنان... وصمود الليرة

04 أكتوبر 2024
مواطنون يسعون إلى تخزين كميات كافية من الخبز تحسباً لطول الحرب (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الاقتصاد اللبناني يعاني من ضغوط كبيرة بسبب الحرب بين إسرائيل وحزب الله، مما يهدد البنية التحتية ويزيد النزوح، ويؤخر التعافي الاقتصادي والإصلاحات المالية.
- الأفران في لبنان تشهد تهافتًا كبيرًا على شراء الخبز نتيجة النزوح والأوضاع المتوترة، وتعمل على مدار الساعة لتلبية الطلبات، مع دعوة المستهلكين لعدم التهافت على التخزين.
- الحكومة اللبنانية نجحت في الحفاظ على استقرار الليرة رغم محاولات التلاعب، بفضل السياسة النقدية وزيادة احتياطات المصرف المركزي، مع ملاحقة مروجي الشائعات حول سعر الصرف.

 

دخل الاقتصاد اللبناني الهش دوامة الحرب بين إسرائيل وحزب الله التي اتسعت، خلال الفترة الأخيرة، وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى مناطق جديدة وتواصل استهداف البنية التحتية واستمرار النزوح، الأمر الذي يتسبب في مخاطر عديدة على مختلف الأنشطة ويزيد من الضغوط على الاقتصاد.
وانعكس تصاعد المعارك العسكرية على معيشة المواطنين الذين هرعوا إلى تخزين احتياجاتهم ولا سيما الخبز الذي شهد تهافتا على شرائه.
 

معاناة الاقتصاد الهش من الحرب

وقالت وكالة ستاندرد أند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني، أمس الخميس، إن تصاعد الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية وكذلك تحركات الجيش الإسرائيلي في لبنان "أضعفت بشدة" توقعات تعافي الاقتصاد اللبناني الهش بالفعل. وأضافت الوكالة أن تصاعد القتال والهجمات في لبنان قد يستمر حتى العام المقبل، كما قد يمتد إلى بقية أنحاء البلاد.

وقالت الوكالة في بيان صحافي: "خسارة الأرواح والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية وارتفاع الكلفة المالية للحرب ونزوح السكان وهبوط عوائد السياحة بجانب تغير قواعد اللعبة السياسية بسبب إضعاف حزب الله كلها عوامل ستشكل ضغطا هائلا على الاقتصاد اللبناني". وأضافت: "سيزيد ذلك أيضا من تأخير الإصلاحات المالية والاقتصادية والتعافي المالي الأبعد مدى".
وخفضت ستاندرد أند بورز تصنيف ديون لبنان السيادية بالعملة الأجنبية إلى "تعثر انتقائي"، وقالت إنها ستلغي على الأرجح هذا التصنيف بمجرد مبادلة أي دين أو تفعيل اتفاق إعادة هيكلة بين لبنان ودائنيه.

تهافت على الخبز

أعلن الأمين العام لاتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان إدغار طياح، أن "هناك طلبا كبيرا على الخبز بسبب النزوح السكاني والأوضاع التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب على لبنان".
وأكد في تصريحات أول من أمس أن "الأفران تلبي الحاجات والطلبات التي ترد إليها، وهي زادت حجم الإنتاج لديها بما يتوافق مع حاجات الناس في الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، خصوصا في المناطق التي شهدت نزوحا سكانيا كبيرا".
وأشار الأمين العام لاتحاد نقابات الأفران والمخابز إلى أن" الأفران تعمل على مدار الساعة لإنتاج الخبز وتسليمه إلى جميع الموزعين الذين ينقلونه إلى كل المناطق، علما أن المطاحن تزود الأفران بكل حاجاتها من الطحين المعد لصناعة الخبز العربي بصورة مستمرة عملا بتوجيهات وزارة الاقتصاد والتجارة والمديرية العامة للحبوب والشمندر السكري".
ودعا طياح المستهلكين إلى "عدم التهافت على شراء الخبز والطحين وتخزينه لأن الكميات متوافرة بصورة عادية".
 

صمود الليرة رغم محاولات التلاعب

في إطار التحركات الحكومية لوقف التلاعب بالعملة المحلية واستغلال الأوضاع المترتبة على اتساع الحرب، اجتمع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أمس الخميس، وتم البحث في الأوضاع المالية والنقدية.

‏وخلال الاجتماع، أشار منصوري إلى أن "التعاون الكامل مع الحكومة ووزارة المال خصوصاً، أدى إلى إرساء استقرار نقدي بحيث حافظت الليرة على ثباتها رغم كل الأوضاع المعقدة التي مرّ بها لبنان خلال الفترة المنصرمة".
‏وقد أثنى رئيس الحكومة على "السياسة النقدية الحكيمة التي جرى اعتمادها والتي أثمرت استقرارا نقديا ثابتا وزيادة في احتياطات المصرف المركزي"، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وأشار ميقاتي إلى أنه "سيطلب من القضاء والقوى الأمنية ملاحقة كل مصدري الإشاعات أو التلاعب بتطبيقات تحاول أن توهم بوجود بلبلة في سعر الصرف".

لجان مساعدة عمالية

من جانب ثان، عُقد اجتماع، أمس الخميس، في مقر الاتحاد العمالي العام في لبنان برئاسة نائب رئيس الاتحاد حسن فقيه وحضور عدد من الكوادر النقابية الوافدة إلى العاصمة بيروت والتي نزحت من الضاحية، لمتابعة "الوضع الطارئ والعدوان الهمجي الصهيوني على شعبنا وأهلنا ووطننا والذي أدّى إلى نزوح أكثر من مليون مواطن إلى العاصمة وباقي المناطق"، حسب بيان للاتحاد.
واتفق المجتمعون على "تشكيل لجنة متابعة في العمالي العام للمساعدة والسعي لتأمين حاجات العائلات النازحة قسرا ومستلزماتها، والتناوب على الدوام في الاتحاد لمتابعة شؤون النقابيين وعائلاتهم بشكل عام". وتقرر "إجراء سلسلة من المراسلات بين الاتحاد والاتحادات العربية والشقيقة والصديقة".
واعتبر المجتمعون أن "الاتحاد العمالي العام مؤسسة وطنية شعبية لها موقعها الوطني والاجتماعي، ولن يكون إلا في مقدم الصفوف داعماً لأهله وجيشه ومقاومته كتفا إلى كتف دفاعا عن لبنان، وسيقوم بواجبه وسينسق مع الهيئات الاجتماعية والصحية في إطار الوقوف إلى جانب النازحين بشكل عام والنقابيين بشكل خاص".

المساهمون