قطر تنفي تمويل "داعش"... وبغداد تبرئها من التدخل

26 اغسطس 2014
اعتذرت ألمانيا من قطر على الاتهامات الباطلة (أرشيف/GETTY)
+ الخط -
كرّر وزير الخارجية القطري، خالد العطية، موقف بلاده الرافض لأفكار الجماعات المتطرّفة، وذلك في مقال له، نشره موقع "هافينغتون بوست.أف أر" الفرنسي. وأضاف أن "بلاده لم تدعم الجماعات المتطرفة، بأي شكل من الأشكال، ولا تموّل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو أي مجموعة متطرفة أخرى".

وأكد العطية أن "رؤية الجماعات المتطرفة للمنطقة، لا تتفق مع رؤية دولة قطر، التي لن تدعمها بأي حال من الأحوال".

وطالب الوزير القطري، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" التي نشرت مقتطفات من المقال، الحكومة العراقية بـ"العمل على توفير السلامة والأمن للمدنيين". وتعهّد بـ"مواصلة دولة قطر تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي". وحذّر من "أن قتل المدنيين الأبرياء والترحيل القسري لمئات الآلاف منهم، سيهدّد وجود العراق والسلام والأمن في المنطقة بأسرها".

وفيما يتعلق بالوضع في سورية، أوضح "أن قطر تدعم المعارضة السورية، على غرار الكثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، لكنها لا تموّل تنظيم "داعش"، أو أي مجموعات متطرفة أخرى".

وشدّد على "حرص دولة قطر على بذل كل ما بوسعها لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة". ودعا إلى "تحرّك جماعي لإنهاء العنف في العراق وسورية".

واعتبر العطية، أن "التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وسلمي من أجل مستقبل فلسطين، يشكل مسألة محورية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة". ولفت إلى "تصميم دولة قطر، على لعب دورها من خلال العمل على ضمان مستقبل، يسود فيه الاستقرار والأمن والازدهار في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم".

وكرّر العطية، موقف بلاده الرسمي، إزّاء اتهامات وزير التنمية الألماني، جيرد مولر، الذي لمّح إلى "وجود تمويل قطري لداعش"، علماً أن ألمانيا، اعتذرت من قطر، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، الذي أكد أنه "إذا كان هناك أي سوء تفاهم فنحن نأسف بشأنه". ووصف قطر بأنها "شريك "ولاعب إقليمي مهم".

تقرير استخباري عراقي

في السياق، كشف ضابط رفيع في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الثلاثاء، عن انتهاء فريق استخباري مكلّف من قبل خلية الأزمة الأمنية التي يشرف عليها رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، من إعداد تقرير خاص يؤكد "عدم وجود أدلة تدعم تصريحات المالكي حول تدخل قطر في الشؤون العراقية".

وكان المالكي قد اتهم خلال مؤتمر صحافي في التاسع من مارس/آذار الماضي، عدداً من الدول الخليجية بالتدخل في شؤون بلاده، من بينها قطر والسعودية، مؤكداً أن"البلدين يشنان حرباً على العراق وسورية، بخلفيات طائفية".

وأضاف الضابط الذي يشغل رتبة عميد في وزارة الداخلية، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المالكي طالب قبل شهرين بإعداد تقرير مفصل، وجمع أدلة حول ما وصفه بالتدخل القطري في الشؤون العراقية". وأوضح أن "اللجنة لم تسجل أي دليل مادي حول تلك الاتهامات، كما كان ينتظر المالكي، لتقديمها إلى منظمات وقوى غربية وإقليمية".

وأشار التقرير بحسب الضابط، إلى أنه "لا وجود لأي مقاتلين من الجنسية القطرية في العراق، كما أن جميع المصادر التي تم اللقاء بها والمعتقلين بتهم الإرهاب، لم يقدموا روابط بين عمليات العنف، أو التظاهرات السابقة التي انطلقت في المدن السنية، وبين الدوحة". ورجّح "عدم الإعلان عن التقرير بسبب سلبية نتائجه بالنسبة للمالكي".

وفي السياق، قال القيادي في الحراك السني العراقي، أحمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "المالكي سعى خلال الأشهر الماضية من خلال ضباط التحقيق، إلى انتزاع اعترافات من معتقلين عراقيين، يؤكدون فيها تلقيهم مساعدات من قطر والسعودية أيضاً".

وأضاف الجبوري "لم يعد خافياً النفس الطائفي للمالكي تجاه دول الخليج، وسكوته عن التدخل الإيراني ودعمه للنظام السوري، ومنحه إقامة دائمة لرموز المعارضة البحرينية".

وأشار، إلى أن "على عكس الدوافع الطائفية التي ينطلق من خلالها المالكي في اتهاماته الشارع العراقي السني، تخلّي دول الخليج بشكل عام عنه في ظل اصطفاف طائفي واضح في المنطقة". وأضاف أن "دول الخليج تتبنّى سياسة واحدة في دعم الأمن والاستقرار في البلاد دون تمييز بين الطوائف".