سورية: اشتباكات مسلحة في نوى وضربة مزدوجة تستهدف فرق الدفاع المدني

17 اغسطس 2024
مشهد من مدينة نوى السورية، 16 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اشتباكات مسلحة في درعا**: اندلعت اشتباكات في مدينة نوى بين مجموعة يقودها "أبو هاجر" ومجموعات محلية، مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين. تكررت هذه الاشتباكات بين مجموعات مدعومة من الأمن العسكري، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

- **هجوم مزدوج على فرق الدفاع المدني في سرمين**: تعرضت فرق الدفاع المدني لهجوم مزدوج من قوات النظام أثناء استجابتها لنداءات الاستغاثة بعد قصف مسجد وطرقات زراعية في سرمين، دون إصابات بين الفريق.

- **ظروف عمل الدفاع المدني السوري**: يعمل الدفاع المدني في ظروف خطرة، حيث يتبع النظام وروسيا تكتيك الضربات المزدوجة، مما يزيد من خطورة العمل. الفرق تقوم بعمليات خاطفة لإسعاف المصابين بين الضربات.

قتل شخص وأُصيب آخران جراء اشتباكات مسلحة اندلعت يوم الجمعة بين مجموعات محلية في مدينة نوى، غرب محافظة درعا، جنوبي سورية. وأوضح تجمع "أحرار حوران" (تجمع لناشطين وحقوقيين مختص بمتابعة أخبار المنطقة الجنوبية من سورية)، أن الاشتباكات في نوى اندلعت بين مجموعة يقودها سامر جهاد، الملقب بـ"أبو هاجر"، ومجموعات مسلحة أخرى، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين. وأضاف التجمع أن "الاشتباكات في نوى جاءت على خلفية هجوم مجموعة أبو هاجر على المجموعات المحلية المتمركزة في المخبز الآلي، بعد أن تم طرد مجموعته نتيجة المضايقات والفوضى التي تسبب بها في المخبز".

والقتيل شاب يُدعى "محمد الدهيس"، ووفقًا للتجمع، قُتل جراء إطلاق نار عشوائي خلال الاشتباكات بين المجموعات المسلحة بالقرب من الفرن الآلي، غربي مدينة نوى. والشاب مدني لا ينتمي لأي جهة عسكرية. وتكررت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في درعا، خاصة المجموعات المدعومة من الأمن العسكري، خلال الأشهر الماضية.

وفي شهر يوليو/تموز، رصد "العربي الجديد" اشتباكات جرت بين مجموعة يقودها حسام الحلقي، الملقب بـ"البوجي"، ومجموعة وائل الجلم، الملقب بـ"الغبيني"، إثر اتهام الأخيرة باغتيال القيادي السابق في المعارضة عبد الله إسماعيل الحلقي. وأسفرت حينها عن مقتل شخص وإصابة آخرين، حيث استخدمت المجموعات رشاشات ثقيلة من عيار 23 ملم، وقنابل وقذائف الـ"RPG"، وأسلحة فردية وسط فرض حظر تجول من قبل المسلحين.

وفي هذا السياق، أوضح الناشط الإعلامي أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، أن هذا النوع من الاشتباكات بين المجموعات المسلحة يتطور من إشكالات بسيطة إلى مواجهات مفتوحة تتسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين. وأضاف: "في مثل هذه المواجهات، لا تتدخل أجهزة النظام الأمنية، ويلجأ الأهالي إلى الوجهاء بهدف وضع حد لهذه الاشتباكات، ويتم ذلك غالبًا عبر مفاوضات يتدخل فيها وجهاء من بلدات ومدن قريبة من المدينة أو البلدة التي تحدث فيها الاشتباكات".

وفي شهر يوليو/تموز أيضًا، رصد "العربي الجديد" اشتباكات اندلعت بين مجموعات محلية كانت سابقاً ضمن فصائل الجيش الحر التابع للمعارضة السورية، وقوات النظام السوري في ريف محافظة درعا، جنوبي سورية، على خلفية اعتقال النظام سيدة من ريف درعا. وذكر مصدر لـ"العربي الجديد" أن المواجهات دارت بين عناصر من فصائل محلية وعناصر مركز أمن الدولة (أحد أفرع النظام السوري الأمنية)، في مدينة إنخل في ريف محافظة درعا الشمالي. وكان الهجوم على خلفية اعتقال قوات النظام للسيدة هديل الداغر في مركز الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق، موضحاً أنها تتحدر من مدينة إنخل، شماليّ محافظة درعا.

ضربة مزدوجة تستهدف فرق الدفاع المدني السوري في سرمين

في موازاة ذلك، تعرضت فرق الدفاع المدني السوري لهجوم مزدوج نفذته قوات النظام السوري خلال وجودها في موقع تعرض للقصف في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي، شمال غرب سورية، مساء الجمعة. وأوضحت المنظمة عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن قوات النظام استهدفت بالقصف المدفعي والصاروخي مسجد "عمر بن عبد العزيز" وطرقات زراعية في مدينة سرمين. وخلال استجابة فرقها لهذا القصف، تعرضت لهجوم مدفعي مزدوج من قبل قوات النظام. ومع ذلك، لم يسفر الهجوم عن إصابات في صفوفها.

وفي ما يتعلق بالهجوم، قال منير مصطفى، نائب مدير الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد": "تعرض فريق بحث وإنقاذ في الدفاع المدني السوري لهجوم مدفعي مزدوج من قبل نظام الأسد أثناء استجابة الفريق لنداءات الاستغاثة من السكان بعد قصف مدفعي وصاروخي استهدف مسجداً وطرقات وأراضي زراعية في مدينة سرمين، شرقي إدلب، مساء يوم الجمعة 16 أغسطس/ آب".

وأضاف مصطفى: "نجا الفريق من الهجوم ولم يتعرض أحد منهم لأي إصابات. إن تعمد استهداف المتطوعين من قبل نظام الأسد هو جريمة إرهابية ممنهجة، ولقد فقدنا أرواح عشرات المتطوعين على مدار السنوات الماضية بهجمات مماثلة أثناء قيامهم بعملهم الإنساني وإنقاذ الأرواح".

وأكد مصطفى في حديثه أن سلامة فرقنا وجميع العاملين الإنسانيين "حق تضمنه الأعراف والمواثيق الدولية، ونجدد التأكيد على أهمية حماية العاملين الإنسانيين والمستجيبين الأوائل وضرورة تحييدهم عن الهجمات"، داعيا لمحاسبة نظام الأسد على هذه الجرائم المتعمدة بحق العاملين الإنسانيين والمدنيين.

وأوضح مدير مديرية إدلب للدفاع المدني مصطفى الحاج يوسف، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن عناصر المنظمة يعملون في ظروف صعبة جداً، وذلك منذ بداية تشكيل المنظمة. ويعمل عناصرها على إسعاف وإنقاذ المصابين وإخراج العالقين وإطفاء الحرائق وتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها النظام وحلفاؤه، سواء بالهجمات الأرضية أو الجوية، مضيفاً: "نحن نعمل في واحدة من أخطر بقاع الأرض، ولا تكاد تخلو الأجواء في المنطقة من أربع أو خمس طائرات إن لم يكن أكثر".

وبخصوص اتباع النظام وروسيا تكتيك الضربات المزدوجة والمتكررة وكيفية التعامل معها، شرح الحاج يوسف قائلاً: "نقوم بعمليات خاطفة بين الضربة والأخرى لإسعاف المصابين بأسرع وقت، للحد من أعداد الضحايا. وبتواصلنا مع المراصد في المنطقة نعمل على الانسحاب ثم العودة بعد انتهاء الطيران الحربي من تنفيذ ضرباته".

ويعد أسلوب الضربة المزدوجة والمتكررة من أخطر التكتيكات التي يتبعها كل من روسيا والنظام، ويعتمد هذا الأسلوب على ترك فاصل زمني بين الضربة والأخرى للموقع ذاته، وتكون فرق الإسعاف قد توجهت لإنقاذ الجرحى والمصابين، ليتم بعدها استهداف الموقع من جديد بضربات عديدة. وتقول مصادر طبية إن نسبة كبيرة من ضحايا الدفاع المدني والمسعفين تسببت بها هذه الضربات المزدوجة.