قصي حاتم.. ابن الوز عوّام!

07 يونيو 2015
قصي حاتم في إحدى حفلاته
+ الخط -

من يدقق النظر في مشوار المغني العراقي، قُصي حاتم، سيستذكر المقولة المصرية الشهيرة "ابن الوز عوّام" التي تُطلق عادة على من يُجيد مهنة والده، فالفتى الشاب الذي صار في أول العشرينات من العمر، انطلق صوته نحو الفضاء العربي منذ أول معالم طفولته متدثراً برعاية فنية من والده المطرب حاتم العراقي الذي عُرف بلقب عندليب الغناء العراقي نظراً لشهرته واتقانه غناء أصعب ألوان المقامات العراقية، الموال.

الفتى الذي عمره 15 عاماً، في الشهر الأول من عام 2008، بدأ نبوغه الغنائي يظهر في البيت الذي يعيش فيه مع إخوته الذين يكبرونه سناً ولا يقلون عنه موهبة، لكنه كان الأجرأ بينهم في رغبته الملحة بأن يظهر مغنياً على شاشات التلفاز، فكان صوته الطفولي الذي ينحدر كشلال واعد من خبرة الأب، جواز سفره لأن تختاره إدارة مهرجان الدوحة التاسع، ليكون أحد اكتشافات المهرجان، الذي رعت دوراته العشر إذاعة صوت الخليج قبل أن يتوقف، فكان ظهور الطفل قصي في سهرة الفنانة اللبنانية نانسي عجرم حدثاً في حد ذاته، حيث قدم موالين وثلاث أغنيات لوالده المطرب.

وقصي الذي سأل يومها والدته، (ليش يمه مش حاطين صورتي ويّا المطربين؟)، كان ظهوره، في ليالي المهرجان، محفزاً له لأن يكون في العام التالي نجماً لأول مواسم برنامج "نجم الخليج" الذي حقق فيه لقب المسابقة، حيث بدا الإعلام الفني يتنبه للفتى الذي كان طفلاً وصار فتياً، أن فيه من حلاوة صوت والده الكثير، وعلى الرغم من أن شخصيته الغنائية لم تستقر على خط خاص به، إلا أن فيه تطلعات لأن يكون مختلفاً عن خط والده حتى ينجح وحده، وهذا ما سعى إليه أبوه أصلاً حينما فضل أن يُكنى نجله بقصي حاتم فقط دون لقب العائلة، العراقي.

قصي "طفلا" مع نانسي عجرم 


الانتشار العربي الذي أراده قصي، تحقق له حينما وصل إلى الحلقة الختامية من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية "ذا فويس - أحلى صوت" في موسمه الأول، فقاد فريق مدربه المطرب التونسي، صابر الرباعي، وعلى الرغم من أنه خسر اللقب لصالح منافسه المغربي مراد بوريقي، إلا أنه كان الوحيد من مشتركي البرنامج الذي استمر فنياً لغاية الآن، فصار لقصي، تالياً، حضوره الغنائي، ونجح بأن يخط لنفسه طريقاً فنياً، لا يربط الجمهور تواجده به بوالده المطرب ذائع الصيت، فصار للشاب قصي حفلاته الخاصة وأغنياته التي يختارها بنفسه والتي تُشبه عمره.

يقول قُصي حاتم لـ"العربي الجديد": بلا شك، كوني ابنَ الفنان حاتم العراقي، خدمني ذلك في اختصار سنوات كثيرة من عمري في طريقي لتحقيق الشهرة والانتشار، لكنني أقدم نفسي للجمهور كفنان شاب، ومع فخري الشديد واعتزازي بوالدي، لكني أريد أن يُحبني الجمهور ويتابعني لأنني أستحق، لا أنكر تأثري الشديد بوالدي، فنياً، فهو أحد أعلام الغناء العراقي، لكني أرغب في تقديم أغنيات شبابية أكثر، تشبه عمري وجمهوري، حتى أن أغنيتي الأخيرة "روحه رده" اخترتها لأنني وجدتها تشبهني، ولم تكن تعجب والدي بداية، لكنه لم يمنعني من تقديمها لأنه أراد أن يترك لي حرية الاختيار، لكنه أشاد بشجاعتي عند الانتهاء من تسجيل الأغنية لأنني أصررت على موقفي بغنائها، والحمد لله أنها نجحت بين الناس.

ولا ينكر قصي أنه استفاد من جمهور والده، لكنه يستدرك: جمهور والدي صعب ولا يرضى بأي أغنية، لذلك أنا أنطلق نحو الوطن العربي من خلال الأغنية العراقية التي تميزني كشاب عراقي يمزج أصالة هذه الأغنية مع التطور التكنولوجي في مجال الموسيقى. مضيفاً: حتى في الأغنيات التي ألحنها، فأنا أسعى لكي أترك بصمة خاصة بي، والحمد لله أن أول تجاربي نجحت بصوت صديقي المغني اللبناني عامر زيان.

وكشف قصي عن مشاريعه المقبله، بقوله: تقريباً انتهيت من مشاركة والدي المطرب حاتم العراقي من تسجيل ألبوم أغنيات "جلسة" لصالح شركة روتانا، لي به أغنيتان، إضافة الى وجود مشروع تقديم أغنيتين كـ"ديو" مع صديقي المغني، ستار سعد، ومع المغنية اللبنانية نتاشا، سيبصران النور قبل نهاية العام الحالي.

قصي مع المطرب حاتم العراقي 


اقرأ أيضاً:
الأغنية العراقية.. بوفيه مفتوح للمطربين العرب

دلالات
المساهمون