فيلم "نوح" كاملاً على Youtube

13 مايو 2014
مئات الآلاف سيشاهدونه مجاناً في بيوتهم
+ الخط -
في تحدّ للرقابة على المصنّفات الفنية في مصر ومؤسسة الأزهر الشريف، اللتين سبق أن منعتا عرض فيلم "نوح" في مصر، فوجىء الجمهور، فجر أمس الاثنين، بعرضه كاملا على Youtube، بمدّته الأصلية، ساعتين كاملتين. وهكذا سيشاهده مئات الآلاف مجاناً في بيوتهم. 
وقد علّق نقيب المهن التمثيلية، الفنان أشرف عبد الغفور، قائلا لـ"العربي الجديد" إنّ "اليوتيوب لا أحد يسيطر على العرض عليه، لذا لم يستطيعوا فعل أيّ شيء". وكان الأزهر الشريف قد أصدر بيانا يطلب فيه عدم عرض "نوح" في مصر. كما هدّدت تيارات صوفية وسلفية بإحراق الدور التي قد يُعرَض فيها. وأشار الأزهر، في بيانه، إلى أنّه لن يسمح بعرض هذا الفيلم في مصر، وهدّد أنّه، في حال التصميم على عرضه، ستكون هناك إجراءات ضدّ المسؤولين عن العرض، فيما أشار مسؤول الرقابة على الأفلام الأجنبية في مصر، عبد الستار فتحي، إلى أنّ "الأزهر لم يشاهد الفيلم وتمّ الحكم عليه غيابيا لمجرّد أنّه يحمل اسم نوح". وأضاف: "العمل محترم وأنا شخصيا لو وجدت فيه أيّ شيء مخالف للدين أو أيّ إساءة لشخص النبي نوح، سأكون أوّل الرافضين لعرضه".

وأوضح أنّه شاهد الفيلم ولم يجد فيه تجسيدا لشخصية النبي نوح، أو أيّاً من الأنبياء، بل هو تخيّل لعهد قديم" وشخصية نوح في الفيلم، التي يجسّدها راسل كرو، هي شخصية رجل تقيّ لكنّ الشيء الذي يربط بينه وبين شخصية سيّدنا نوح هو أنّه يستقلّ سفينة ضمن الأحداث للهروب، ولم تتم الإشارة نهائيا إلى أنّ نوح هذا هو نبيّ".

وفي سياق متصل، هدّد بعض الصوفيين والقائمين على القنوات الدينية في مصر بإحراق دور العرض، التي ستستقبل الفيلم، وانشأوا مجموعة على  Facebook بعنوان: "المسلمون يطالبون بمنع عرض فيلم نبي الله نوح في دور السينما المصرية"، وقال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية أنّه "لا يجوز تجسيد الأنبياء في أعمال فنية، لأنّ الله عز وجلّ منح الأنبياء قدرات ليست في إمكانية البشر، لذلك لا يستطيع أيّ بشر على وجه الأرض تجسيد شخصية الأنبياء، لأنه لا يمتلك تلك المقومات".
وتابع: "نحن نوافق على تقديم الأنبياء والرسل في أعمال فنية، لكن ليس عن طريق التجسيد، لخدمة البشرية بالتذكير بأخلاق الأنبياء والرسل، عن طريق تصويرهم برمز أو بهالة ضوئية دون تجسيد، ومع روايات عن أخلاقهم وصفاتهم، كما شاهدنا من قبل أفلاما ترصد أيام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ولكن دون تجسيدهم".

وأصدرت "جبهة الإبداع" بيانا استنكر موقف الأزهر الشريف، وأوضح أنّ النبي نوح كان "توراتيا" معترفا به في الديانة الإسلامية "لكنّه كذلك يخصّ كلا من الطائفتين المسيحية واليهودية، وكلاهما لا تحرّمان ظهور الأنبياء في الصور والأعمال الفنية". وأعلنت الجبهة استعدادها للقيام بمناظرة فكرية "مع أيّ من الشيوخ الأجلاء، أصحاب فكر المنع، للمجابهة بالرأي والرأي الآخر في هذا الموضوع".

 

المساهمون