قبل نحو شهر، أصيب أوّل مواطن صيني في مدينة ووهان بإقليم هوبي، وسط البلاد، بفيروس كورونا الجديد الذي راح يتفشّى وقد اجتاز حدود الصين فارضاً حالة طوارئ صحية حول العالم.
بعد تأجيل استمرّ أسبوعاً واحداً، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، أنّ تفشّي فيروس كورونا يشكّل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً". وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقرّ المنظمة في جنيف إثر اجتماع للجنة الطوارئ، إنّ السبب الرئيس للإعلان ليس ما يجري في الصين إنّما ما يُسجَّل في بلدان أخرى. أضاف أنّ "أكثر ما يقلقنا هو احتمال انتشار الفيروس ليبلغ بلداناً تعاني ضعفاً في النظم الصحية، وغير المستعدة للتعامل معه"، معبّراً عن الثقة في قدرة الصين على السيطرة على تفشي المرض.
وبعد وصفه ما يحدث بأنّه "تفشٍّ غير مسبوق"، مؤكّداً أنّ "الاستجابة أتت غير مسبوقة" كذلك، ومشيداً بالإجراءات الاستثنائية التي اتّخذتها الصين لمواجهة الفيروس ومنعه من الانتشار أكثر، أعلن غيبريسوس عن سبع توصيات بناءً على حالة الطوارئ المعلنة، هي:
أولاً، لا سبب يستدعي اتخاذ تدابير تتعارض مع السفر والتجارة الدولية، ولا توصي منظمة الصحة العالمية بالحدّ من التجارة والحركة.
ثانياً، يجب دعم البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
ثالثاً، يجب تسريع عملية تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.
رابعاً، يجب مكافحة انتشار الشائعات والتضليل.
خامساً، يجب مراجعة خطط التأهب وتحديد الثغرات وتقييم الموارد اللازمة لتحديد الحالات وعزلها ورعايتها ومنع انتقال العدوى.
سادساً، يجب تبادل البيانات والمعرفة والخبرة مع منظمة الصحة العالمية والعالم.
سابعاً، الطريقة الوحيدة التي يُهزم بها تفشّي الفيروس هي في عمل كلّ البلدان معاً بروح من التضامن والتعاون.
حدث استثنائي خطر
ماذا تعني "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"؟ بحسب اللوائح الصحية الدولية الصادرة في عام 2005، تُعرَّف بأنّها "حدث استثنائي يشكّل خطراً على الصحة العامة بالنسبة إلى دول أخرى (غير الدولة التي وقع فيها الحدث بداية) من خلال الانتشار العالمي للمرض، ويتطلب استجابة دولية منسّقة". والإعلان يُعرف اختصاراً بـ"PHEIC" (فييك)، يشمل وضعاً خطراً أو غير معتاد/ استثنائياً أو غير متوقّع، له تداعياته على الصحة العامة في خارج حدود الدولة المصابة/ المتضررة، وقد يتطلّب تحرّكاً دولياً عاجلاً. وفي خلال الإعلان عن حالة الطوارئ هذه، تُقدَّم توصيات إلى كلّ البلدان تهدف إلى منع انتشار المرض عبر الحدود أو الحدّ منه، مع تجنّب التدخل غير الضروري في التجارة والسفر. ويشمل الإعلان توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في كلّ أنحاء العالم، تشمل تكثيف إجراءات الرصد والتأهب والاحتواء.
وتشرح منظمة الصحة العالمية أنّه في خلال هذه الحالة، تصدر توصيات مؤقتة وغير ملزمة، لكنّها ملائمة من الناحية العملية وكذلك السياسية، وقد تتناول السفر والتجارة والحجر الصحي والفحص والعلاج. كذلك يمكن لمنظمة الصحة العالمية وضع معايير عالمية للممارسة. تجدر الإشارة إلى أنّ "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً" ليست محصورة بالأمراض المعدية، وفي إمكانها أن تشمل حالات طوارئ سبّبتها عناصر كيميائية ومواد إشعاعية نووية.
اقــرأ أيضاً
ومنذ عام 2009، أُعلنت "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً" في ستّ مرّات، من ضمنها الأخيرة، أمس الخميس، 30 يناير/ كانون الثاني 2020، المرتبطة بفيروس كورونا الجديد. الأولى في عام 2009 مع جائحة "إتش 1 إن1" (عُرفت شعبياً بأنفلونزا الخنازير)، والثانية في عام 2014 مع عودة شلل الأطفال بعد القضاء عليه تقريباً، والثالثة في عام 2014 كذلك مع تفشّي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا. أمّا الرابعة ففي عامَي 2015-2016 مع تفشّي فيروس زيكا في الأميركيتَين، والخامسة في عامَي 2018-2019 مع تفشّي فيروس كيفو إيبولا انطلاقاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية. يُذكر أنّ متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) والجدري وشلل الأطفال وأيّ نوع من الأنفلونزا البشرية صارت تُصنّف تلقائياً "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، بالتالي لا تستدعي أيّ قرار من اللوائح الصحية الدولية لإعلانها كذلك.
الصين تمضي في مكافحة الفيروس المتمدد
وبعيد إعلان منظمة الصحة العالمية تفشّي فيروس كورونا الجديد "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، أنّها سوف ترسل طائرات مستأجرة لإعادة مواطني مدينة ووهان، مركز انطلق الفيروس الجديد، الموجودين في الخارج، في "أقرب وقت ممكن" إلى ديارهم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونغيينغ إنّ القرار اتّخذ نظراً إلى "الصعوبات الفعلية التي يواجهها مواطنو إقليم هوبي، خصوصاً أهالي ووهان، في الخارج". ويأتي القرار في حين أعلنت شركات طيران عديدة عن تعليق رحلاتها إلى الصين أو تقليص عددها، مع العلم أنّ السلطات في البلاد تبذل جهوداً حثيثة لاحتواء تفشّي الفيروس الجديد، وذلك باعتراف منظمة الصحة العالمية كذلك. وكانت الصين قد نصحت مواطنيها بإرجاء السفر وألغت الرحلات السياحية المنظّمة إلى خارج البلاد، فيما نصح عدد من الدول، من بينها ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان، مواطنيها بتجنّب السفر إلى الصين. ولا بدّ من التذكير هنا بأنّ منظمة الصحة العالمية لم ترَ سبباً يستدعي اتخاذ تدابير تتعارض مع السفر والتجارة الدولية، وبالتالي لم توصِ بالحدّ من التجارة والحركة، بحسب ما جاء في المؤتمر الصحافي الأخير، أمس الخميس.
وبحسب آخر البيانات الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية الصينية، أودى فيروس كورونا الجديد بحياة 42 شخصاً آخرين في إقليم هوبي، حسبما أعلنت السلطات الصحّية المحلّية اليوم الجمعة. وبذلك، يكون العدد الإجمالي للوفيّات في الصين من جرّاء الفيروس قد ارتفع إلى 213 وفاة، في حين ارتفع عدد الإصابات في البلاد إلى نحو 8900 حالة. وفي آخر أخبار الإصابات المسجّلة خارج الحدود الصينية، أعلن كبير مسؤولي الصحة في إنكلترا كريس ويتي، اليوم الجمعة، أنّ الفحوص أثبتت إصابة شخصَين من أسرة واحدة في إنكلترا بفيروس كورونا، وذلك في أوّل ظهور للمرض في المملكة المتحدة. وكان مسؤولو صحة بريطانيون قد صرّحوا في وقت سابق بأنّه من المرجّح جداً ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة. وقال ويتي إنّ "المريضَين يتلقيان الرعاية من قبل الخدمات الصحية الوطنية المتخصصة، ونحن نطبّق إجراءات سبق اختبارها واتباعها للوقاية من العدوى ومنع انتشار الفيروس". أضاف أنّ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية مجهّزة تماماً ومعتادة على التعامل مع حالات العدوى، ونحن نعمل بسرعة بالفعل لتحديد من هم الأشخاص الذين تواصل معهم المريضان لمنع انتشار الفيروس". من جهتها، أفادت وزارة الصحة بأنّ المريضَين يخضعان للعلاج في مستشفى في نيوكاسل، شمال شرقي إنكلترا.
وبعد وصفه ما يحدث بأنّه "تفشٍّ غير مسبوق"، مؤكّداً أنّ "الاستجابة أتت غير مسبوقة" كذلك، ومشيداً بالإجراءات الاستثنائية التي اتّخذتها الصين لمواجهة الفيروس ومنعه من الانتشار أكثر، أعلن غيبريسوس عن سبع توصيات بناءً على حالة الطوارئ المعلنة، هي:
أولاً، لا سبب يستدعي اتخاذ تدابير تتعارض مع السفر والتجارة الدولية، ولا توصي منظمة الصحة العالمية بالحدّ من التجارة والحركة.
ثانياً، يجب دعم البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
ثالثاً، يجب تسريع عملية تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.
رابعاً، يجب مكافحة انتشار الشائعات والتضليل.
خامساً، يجب مراجعة خطط التأهب وتحديد الثغرات وتقييم الموارد اللازمة لتحديد الحالات وعزلها ورعايتها ومنع انتقال العدوى.
سادساً، يجب تبادل البيانات والمعرفة والخبرة مع منظمة الصحة العالمية والعالم.
سابعاً، الطريقة الوحيدة التي يُهزم بها تفشّي الفيروس هي في عمل كلّ البلدان معاً بروح من التضامن والتعاون.
حدث استثنائي خطر
ماذا تعني "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"؟ بحسب اللوائح الصحية الدولية الصادرة في عام 2005، تُعرَّف بأنّها "حدث استثنائي يشكّل خطراً على الصحة العامة بالنسبة إلى دول أخرى (غير الدولة التي وقع فيها الحدث بداية) من خلال الانتشار العالمي للمرض، ويتطلب استجابة دولية منسّقة". والإعلان يُعرف اختصاراً بـ"PHEIC" (فييك)، يشمل وضعاً خطراً أو غير معتاد/ استثنائياً أو غير متوقّع، له تداعياته على الصحة العامة في خارج حدود الدولة المصابة/ المتضررة، وقد يتطلّب تحرّكاً دولياً عاجلاً. وفي خلال الإعلان عن حالة الطوارئ هذه، تُقدَّم توصيات إلى كلّ البلدان تهدف إلى منع انتشار المرض عبر الحدود أو الحدّ منه، مع تجنّب التدخل غير الضروري في التجارة والسفر. ويشمل الإعلان توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في كلّ أنحاء العالم، تشمل تكثيف إجراءات الرصد والتأهب والاحتواء.
وتشرح منظمة الصحة العالمية أنّه في خلال هذه الحالة، تصدر توصيات مؤقتة وغير ملزمة، لكنّها ملائمة من الناحية العملية وكذلك السياسية، وقد تتناول السفر والتجارة والحجر الصحي والفحص والعلاج. كذلك يمكن لمنظمة الصحة العالمية وضع معايير عالمية للممارسة. تجدر الإشارة إلى أنّ "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً" ليست محصورة بالأمراض المعدية، وفي إمكانها أن تشمل حالات طوارئ سبّبتها عناصر كيميائية ومواد إشعاعية نووية.
ومنذ عام 2009، أُعلنت "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً" في ستّ مرّات، من ضمنها الأخيرة، أمس الخميس، 30 يناير/ كانون الثاني 2020، المرتبطة بفيروس كورونا الجديد. الأولى في عام 2009 مع جائحة "إتش 1 إن1" (عُرفت شعبياً بأنفلونزا الخنازير)، والثانية في عام 2014 مع عودة شلل الأطفال بعد القضاء عليه تقريباً، والثالثة في عام 2014 كذلك مع تفشّي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا. أمّا الرابعة ففي عامَي 2015-2016 مع تفشّي فيروس زيكا في الأميركيتَين، والخامسة في عامَي 2018-2019 مع تفشّي فيروس كيفو إيبولا انطلاقاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية. يُذكر أنّ متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) والجدري وشلل الأطفال وأيّ نوع من الأنفلونزا البشرية صارت تُصنّف تلقائياً "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، بالتالي لا تستدعي أيّ قرار من اللوائح الصحية الدولية لإعلانها كذلك.
الصين تمضي في مكافحة الفيروس المتمدد
وبعيد إعلان منظمة الصحة العالمية تفشّي فيروس كورونا الجديد "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، أنّها سوف ترسل طائرات مستأجرة لإعادة مواطني مدينة ووهان، مركز انطلق الفيروس الجديد، الموجودين في الخارج، في "أقرب وقت ممكن" إلى ديارهم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونغيينغ إنّ القرار اتّخذ نظراً إلى "الصعوبات الفعلية التي يواجهها مواطنو إقليم هوبي، خصوصاً أهالي ووهان، في الخارج". ويأتي القرار في حين أعلنت شركات طيران عديدة عن تعليق رحلاتها إلى الصين أو تقليص عددها، مع العلم أنّ السلطات في البلاد تبذل جهوداً حثيثة لاحتواء تفشّي الفيروس الجديد، وذلك باعتراف منظمة الصحة العالمية كذلك. وكانت الصين قد نصحت مواطنيها بإرجاء السفر وألغت الرحلات السياحية المنظّمة إلى خارج البلاد، فيما نصح عدد من الدول، من بينها ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان، مواطنيها بتجنّب السفر إلى الصين. ولا بدّ من التذكير هنا بأنّ منظمة الصحة العالمية لم ترَ سبباً يستدعي اتخاذ تدابير تتعارض مع السفر والتجارة الدولية، وبالتالي لم توصِ بالحدّ من التجارة والحركة، بحسب ما جاء في المؤتمر الصحافي الأخير، أمس الخميس.
وبحسب آخر البيانات الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية الصينية، أودى فيروس كورونا الجديد بحياة 42 شخصاً آخرين في إقليم هوبي، حسبما أعلنت السلطات الصحّية المحلّية اليوم الجمعة. وبذلك، يكون العدد الإجمالي للوفيّات في الصين من جرّاء الفيروس قد ارتفع إلى 213 وفاة، في حين ارتفع عدد الإصابات في البلاد إلى نحو 8900 حالة. وفي آخر أخبار الإصابات المسجّلة خارج الحدود الصينية، أعلن كبير مسؤولي الصحة في إنكلترا كريس ويتي، اليوم الجمعة، أنّ الفحوص أثبتت إصابة شخصَين من أسرة واحدة في إنكلترا بفيروس كورونا، وذلك في أوّل ظهور للمرض في المملكة المتحدة. وكان مسؤولو صحة بريطانيون قد صرّحوا في وقت سابق بأنّه من المرجّح جداً ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة. وقال ويتي إنّ "المريضَين يتلقيان الرعاية من قبل الخدمات الصحية الوطنية المتخصصة، ونحن نطبّق إجراءات سبق اختبارها واتباعها للوقاية من العدوى ومنع انتشار الفيروس". أضاف أنّ "هيئة الخدمات الصحية الوطنية مجهّزة تماماً ومعتادة على التعامل مع حالات العدوى، ونحن نعمل بسرعة بالفعل لتحديد من هم الأشخاص الذين تواصل معهم المريضان لمنع انتشار الفيروس". من جهتها، أفادت وزارة الصحة بأنّ المريضَين يخضعان للعلاج في مستشفى في نيوكاسل، شمال شرقي إنكلترا.