فن الزخارف الدمشقية يجد موطئ قدم في الأردن

عمّان

الأناضول

avata
الأناضول
04 يوليو 2015
EEB001F3-F1F6-4CF4-AF93-EEF3056C6879
+ الخط -


يشعر المبدعون بألم مضاعف حين ترغمهم الحروب والظروف السياسية على الهجرات القسرية، والتي لا تنال من ذواتهم الطبيعية فحسب، جرّاء انتزاعهم من أحضان الوطن، بل تنال أيضاً من ذواتهم الاعتبارية، كأصحاب فنون وإبداعات ترتبط ارتباطاً عضوياً بذاكرة المكان، وبتراثهم الفكري والحضاري.

هذا ما عبّر عنه بلهجته الدمشقية، السوري محمد الجدب (أبو ربيع)، والذي روى قصة تهجيره القسري لفن الزخارف الدمشقية وتطعيم الصدف، في معمل أنشأه، مع مواطنه أسامة النمر، في إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان، ليبدعا فيه التراث المستوحى من الحضارة السورية القديمة والحضارتين العثمانية والفارسية، ضمن مشهد يتحدى رائحة البارود والدمار الذي لحق بـ"شام شريف"، وكأن لسان حالهما يقول ما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدة جدارية: (هزمتك يا موت الفنون جميعها).

يقول أبو ربيع، إن معمله المحاذي لبوابات الجامع الأموي في دمشق، والذي جرى تصنيفه قبل الثورة السورية ضمن المسارات السياحية التي تؤمها الأفواج من كافة البقاع، لم تغب صورته عن ذهنه، منذ اليوم الأول الذي غادر فيه وطنه، بسبب الحرب الدائرة هناك، منذ نحو أربعة أعوام.

فهو لا يفتقد في عمله أخشاب الجوز البلدي التي تمتاز بها غوطة دمشق فحسب، بل يفتقد أيضاً ماء الوطن وهواءه، ورائحة المكان والأشياء التي كان يستوحي منها فنه، ويبدع على إيقاعها الحركي أعظم زخارفه وقطعه النادرة، كما يقول.

ومن يتجول في معمل أبو ربيع وزميله أسامة النمر، يجد العديد من الجداريات والمناضد والأرائك والقطع المزخرفة بالدهان والصدف البحري الطبيعي، ضمن مزيج لوني أخّاذ (...) فيشعر الزائر للمعمل كأنه يقلب ناظريه في باحة أحد البيوت الدمشقية القديمة، والتي تسلب الألباب بأصالتها وروعة إبداعها، إذ استغرق إنجاز بعض قطع الأثاث شهراً كاملاً، من العمل اليدوي، من دون كلل أو ملل، حتى كادت تنطق من شدة الزخم والعناية المبذولة في أدق تفاصيلها.

ويقول أبو ربيع، "إن الأردنيين يتذوّقون فنّه بعناية، ويقدّرون قيمته المعنوية، وحجم الجهد المبذول في إنتاجه، ويستشعرون تاريخ هذه الزخارف السورية التي يبلغ عمرها نحو 500 عام، وذلك بسبب الجوار والثقافة المشتركة بين البلدين، لا سيما في مدينة مأدبا (30 كيلومتراً جنوبي العاصمة عمّان)، والتي تمتاز بجداريات الفسيفساء في مواقعها الأثرية".

أما أسامة النمر فيقول عن تأصيله لفن تطعيم الصدف الدمشقي الذي يبدعه، إن هذا الفن ازدهر في عهد الدولة العثمانية، حين انتقل الحرفيون للعمل في إسطنبول، وهو لا يلقى إقبالاً كبيراً في سورية على المستوى الشعبي، بسبب غلاء سعره، في حين أن العديد من الفنادق الكبرى والمطاعم السورية تُقبل على شراء قطعه بكثرة لجذب السواح، إضافة إلى إقبال الخليجيين عليه بشكل لافت.

اقرأ أيضاً: زخرفة المصاحف..من فواصل الآيات إلى فنّ رفيع

دلالات

ذات صلة

الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة

سياسة

قرّرت شعبة الأمن في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تغلق مؤقتاً 28 سفارة إسرائيلية حول العالم، تحسباً لإقدام إيران على الانتقام لغارة دمشق.
الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
المساهمون