فنانون في مهبّ ذكرى فض اعتصام رابعة

14 اغسطس 2020
واجه كثير من الفنانين تضييقات أمنية بسبب مواقفهم من المذبحة (Getty)
+ الخط -

في الذكرى السابعة لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية، نتذكر دفاع عدد من الفنانين عن هؤلاء الضحايا ورفضهم لما أطلق عليه وقتها "مذبحة". بعضهم استمر في معارضته للنظام واضطر إلى دفع ضريبة أثّرت على مستقبله الفني، وبعضهم الآخر آثر الصمت من دون الإدلاء بأي آراء سياسية أخرى بعد ذلك، واستمر في عمله داخل مصر، وبعضهم اختار المنفى وعارض النظام من الخارج، لكن خفت صوته بعد ذلك واختار طريقاً آخر، وهناك أيضاً من غادر الحياة.

الفنان هشام عبد الحميد الذي كان رافضاً بقوة لما حدث، قال: "كنت أتمنى أن يتم فض رابعة بالمعايير الدولية وليس بالطريقة التي تم بها، وهي غير مقبولة". وظل عبد الحميد من دون أي مشاكل بعد هذا التصريح، لكنه فجأة قرر السفر خارج البلاد، تحديداً إلى تركيا، لتقديم برنامج على قناة "الشرق"، ووصف كثيرون هذا البرنامج بأنه معادٍ للنظام الرئاسي، فيما أكد هو أنه مجرد برنامج ترفيهي ساخر، لكنه ترك تركيا أخيراً وانتقل إلى الإقامة في كندا.

فنان برنامج "ستار أكاديمي"، المصري محمد عطية، يعد من أكثر الفنانين الذين تضرروا من الإدلاء بآراء سياسية، فقد سبق له أن هاجم مذبحة رابعة وعلق عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "كل الدم حرام"، وتعرّض عطية وقتها لهجوم شديد من بعض المناصرين للنظام، لكنه أصر على موقفه ليتم إبعاده عن الساحة بشكل ممنهج، فلم يقدم أي أعمال فنية لسنوات، حتى وإن عاد وقدم أغنية أو اثنتين، فلم يلق أي رواج.

أيضاً، رفض الفنان خالد أبو النجا ما حدث في ميدان رابعة، ووصف الحدث قائلا إنه بمثابة نقطة تحول أساسية في الأحداث بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وأشار إلى أنه رغم اختلافه في الرأي مع المتظاهرين في رابعة العدوية، إلا أنه يرى أن فض الميدان بالقوة بمثابة خطوة إلى الوراء. ورغم رأي أبو النجا المعارض، إلا أنه ظل لسنوات يمارس عمله بشكل طبيعي، ولكن وبعد مرور سنوات على إدلائه برأيه ورفضه تماما للنظام الرئاسي المصري الحالي، ألقى العام الماضي كلمة أمام قادة ديمقراطيين وجمهوريين ومجموعة من ممثلي المنظمات الحقوقية الدولية، تطرق فيها إلى الأوضاع في بلاده، وأشار إلى أن المصريين خرجوا إلى الشوارع وساحة التحرير في ثورة 2011 رافعين شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، وأنه كان واحدا من ملايين المصريين الذين طالبوا بالتغيير، قائلا إنه اليوم لا يوجد في مصر لا خبز ولا حرية ولا عدالة، وبسبب هذه الكلمة لم يعد إلى مصر منذ عام خوفاً من اعتقاله، ليس هذا فحسب بل شطبت عضويته من نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي، واتُهم بالخيانة العظمى.

 لم يرضَ بالمذبحة أيضا المطرب حمزة نمرة الذي حقق شهرة واسعة بأغانيه التي أطلقها وسط ميدان التحرير في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني وهو يطالب بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك، إذ قال في تدوينة له: "رجاء وأنت بتعيّد وقاعد وسط أسرتك وولادك افتكر إن فيه ناس ولادهم دمهم ساح.. وناس ولادهم مرميين في السجون ظلم.. وناس ولادهم اتيتموا".

وبعدما قدم حمزة أغنية "تذكرتي"، واجه تضييقات أمنية عديدة على حفلاته وتحركاته، وتم تسييس ألبومه "هطير من تاني" كاملا حتى غادر حمزة مصر، ويقيم حتى الآن متنقلا ما بين بعض الدول الأوروبية.

 وقد سبق أن هاجم الفنان أحمد حلمي من خلال صفحته على "فيسبوك" عددًا كبيرًا من مؤيدي فض اعتصام رابعة العدوية، قائلًا: "اكتشفت الفترة الأخيرة إن فيه مصريين كتير ماشيين بمبدأ طز في الإنسانية والدم والكرامة والثورة بس المهم مرسي ميرجعش الحكم". ولكن لم يواجه حلمي أي مشاكل على الإطلاق، وخاصة أنه كثيرا ما يثبت ولاءه للنظام الرئاسي الحالي.

الفنان محمود عبد العزيز كان من المعارضين لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وأيضاً لم يغادر مصر وظل فيها حتى آخر عمره، لكن تمت معاقبته بعد رحيله، إذ رفضت إدارة "مهرجان الإسكندرية السينمائي" تسمية دورة عام 2017 باسمه نظرًا لاعتراضه على ما جرى ضد معتصمي رابعة والنهضة. وقال بيان المهرجان إن الفنان الراحل اعتذر عن المشاركة، قبل أيام من انعقاد المهرجان، رغم تقديره له وللقائمين عليه، مبرراً اعتذاره بأن "الظروف وقتها لا تسمح بإقامة مهرجان، بعد الاضطرابات التي شهدها الشارع المصري بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة".

وعلّق حساب الثورة تجمعنا: "محمد محمود عبد العزيز: أبي رفض رئاسة مهرجان الإسكندرية بسبب أحداث رابعة والنهضة.. أكيد السيسي وضعه في قائمة المغضوب عليهم". كان الفنان جميل راتب، الذي رحل عن عالمنا في سبتمبر/ أيلول 2018، حاسماً وقاطعاً في رفضه استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل، الذين اعتصموا في "رابعة العدوية" و"النهضة"، رفضاً للانقلاب.

المساهمون