فنانون بوزن زائد...جواز مرور إلى عالم الشهرة

21 يناير 2016
يحيى الفخراني (Getty)
+ الخط -


على مدى عقود من الزمن، مثّلت البدانة جواز مرور كثيرٍ من الفنانين إلى عالم الفن، لا سيما في مجال الكوميديا. تركيبة الجسدِ الممتلئ مع خفَّةِ الدم، أضْفَت طرافةً على حضور عدد كبير من الفنانين، خاصّة مع وجود موهبة فنيَّة حقيقيّة، دعمت خفة الظل، فصنعت فنانين حقيقيين.

البعض اعتمد بشكل أساسي على بدانته، واستغلها بحرفيّة ليتربّع كـ"كوميديان" ماهر. وفي حالات نادرة، تمكَّن البعض من الإفلات ببدانته من براثن الدور الواحد الذي يركّز على صفة البدانة فقط، إلى مائدة الدراما العامرة. وكسر القاعدة كفنان موهوب يحمل كل إمكانيات نجوم الصف الأول، ونجح بالفعل. في الحالتين كان التألُّق مشروطاً باتَّساق ومصالحة الفنّان مع جسده. نستعرضُ هنا، بعض النجوم الذين مثَّلت البدانة جزءاً مُهِمَّاً من شخصيَّتهم كفنانين.

إحسان الجزايرلي
فنانة كوميدية من الطراز الأول، شكلت مع والدها ثنائياً رائعاً في السينما، واعتمدت بشكل رئيسي على كوميديا الموقف. وكانت دائماً ما تقوم بدور زوجة "فوزي الجزايرلي"، والدها الحقيقي. وساعدتها في ذلك ضخامةُ جسدها، الذي منحها سنّاً أكبر من سنها الحقيقي. وكانت بطلة فرقة "فوزي الجزايرلي" المسرحيَّة، قدَّمت عدداً كبيراً من المسرحيَّات والأفلام الكوميديَّة الناجحة، اشتهرت باسم "أم أحمد" زوجة المعلم "بحبح". من أشهر أفلامها "المعلم بحبح"، "الفرسان الثلاثة" و"الدكتور فرحات".

آنجيل آرام
فنانة كوميديَّة، تمتّعت بخفَّة الظلِّ والموهبة الفطريَّة، ودخلت الفن من باب السمنة، لكنها نجحت بموهبتها، وقدمت أدوار العانس البدينة بشكل فكاهي في العديد من الأفلام. من أشهر أفلامها، "الزواج على الطريقة الحديثة"، "البحث عن فضيحة"، و"زوج تحت الطلب".

حورية محمد
لعبت الكوميديا بشكلٍ متميِّز، واعتمدت على بدانتها التي تمَّ توظيفها بحرفيَّةٍ في أعمالها الفنيَّة. قدَّمت أدواراً ثانويَّة عدة، لكنَّها كانت قويّة ومتميّزة. اشتهرت باسم "رفيعة هانم"، ومن أشهر أفلامها "البحث عن فضيحة"، "حسن وماريكا"، و"عفريت مراتي".

ليلى حمدي
فنانة كوميدية، اعتمدت الكوميديا بشكل تلقائي، لما تمتَّعَت به من موهبة فطريّة وحسّ فكاهي. في بدايتها الفنية، عملت مع فرقة "ساعة لقلبك"، وفرقة "إسماعيل ياسين" ومع السيرك القومي. قدمت عدداً من الأدوار الثانوية في السينما، لكنّها كانت أدواراً مميزة كما في أفلام "سكر هانم"، "إسماعيل ياسين في الأسطول"، و"شارع الحب".

ماري منيب
من أشهر كوميديانات السينما المصرية، لم تلجأ إلى بدانتها لإضفاء الكوميديا إلا في أضيق الحدود، بل إنَّ موهبتها الفنيَّة الطاغية، جعلتها واحدة من أهمّ الكوميديانات في تاريخ الفنّ عموماً. فنانةٌ قويَّة تمتَّعت بمميّزات خاصة، جعلتها قادرةً على إضحاك ِالجمهور دون أن تتكلّم. قدَّمت العديد من المسرحيَّات والأفلام، واشتهرت بدور الحماة. من أفلامها: "حماتي ملاك"، "حماتي قنبلة ذرية"، و"لصوص لكن ظرفاء".

مها أحمد
اعتمدَت على بدانتها لإخراج المواقف الكوميدية في العديد من الأعمال الفنية، وقدمت دور العانس البدينة بشكل حديث. لا تفتقر إلى الموهبة الفنيّة، لكنّها سلكت الطريق السهل في مجال السينما، واستخدمت البدانة كجواز مرور لها. قامت أخيراً بإنقاص وزنها، ولم تقدّم أدواراً فنيّة بشكلها الجديد، واكتفت بتقديم برنامج على إحدى القنوات الفضائية. ومن أفلامها "بحبك وبموت فيك"، و"كلم ماما".

حسن أتلة
دخل عالم الفن اعتماداً على بدانته، وسرعان ما تفوّق على نفسه، في تقديم أدوار ثانويّة هامّة تركت بصمة كبيرة لدى المشاهدين. وما زالت نكاته تتردَّدُ حتّى الآن، فلا أحد ينسى "منبه يا معنمي منبه"، و"أصل أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي". عمل مع كبار الفنانين، أمثال إسماعيل ياسين وفؤاد المهندس. لم يمثل دور البطولة مطلقاً، لكنّه كان أشهر وأهم فناني الصف الثاني في مجال الكوميديا، من أفلامه "العتبة الخضرا"، "حماتي ملاك"، و"لوكاندة المفاجآت".

محمد رضا
لمع الفنَّان محمد رضا كأهمّ كوميديان في فترة السبعينيات، لم يعتمد في بداية عمله الفني على بدانته، فقدَّم الأدوار الجدية، مثل وكيل النيابة والمستشار. ثم بدأ في تقديم شخصية "المعلم" في السينما، لجأ فيها أحياناً لاستخدام بدانته لإضفاء نوع من الكوميديا، لكنَّه امتلك موهبةً فنيّة فريدة ساهمت بشكلٍ أساسي في تربعه على عرش الكوميديا لسنوات طويلة. من أشهر أفلامه "غاوي مشاكل"، "بنت اسمها محمود"، و"ممنوع في ليلة الدخلة".

يحيى الفخراني
كسر الفخراني قاعدة البدانة في السينما، فلم يلجأ إلى بدانته إلا في أضيق الحدود. فنّان قوي ذو موهبة فريدة، اعتلى عرش النجوميَّة بقدرته الفنيَّة الفائقة. وقدَّم عدداً كبيراً من الأدوار الهامّة والقيّمة والبعيدة عن الكوميديا. نافس الأبطال ونجوم الصف الأوّل. قدَّم عدداً كبيراً من الأفلام والمسلسلات التلفزيونيَّة والمسرحيَّات، وكذلك فوازير رمضان "مناسبات". من أشهر أفلامه: "الكيف"، "خرج ولم يعد"، و"الذل".

علاء ولي الدين
لم يكتف بخفَّة ظلِّه وبدانته التي تُبْهِج المشاهد عند رؤيته، والتي استغلَّها بمهارةٍ وحرفيَّةٍ لإضفاء الضحك والمرح في أدواره، لكنَّه إضافةً إلى ذلك، دعم شكله المبهِج، بموهبته الفنيَّة القويَّة، خاصة في مجال الكوميديا، وقُدْرَتِه على إضْفَاء جو من المرح والسعادة للجمهور. لكن تلك الموهبة لم يُكتَب لها الاستمرار، فتوفي ولي الدين صغيراً في أواخر الثلاثينيات من العمر. قدَّم عدداً كبيراً من الأفلام الناجحة، منها: "الناظر"، "حلق حوش"، و"ابن عز".

إقرأ أيضاً: إلى حيث يذهب الخيال
المساهمون