فصول جديدة من مآسي نازحي الأنبار وإهمالهم

27 يونيو 2015
نازحون من الأنبار هرباً من المعارك (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تستمرّ الأجهزة الحكوميّة والمليشيات بالضغط على نازحي الأنبار المتواجدين في بغداد، في وقت لم يحظَ فيه النازحون بأيّ دعم من قبل الحكومة ووزارة الهجرة العراقية، فيما حذر مسؤولون من كارثة إنسانيّة قد تحل بالنازحين بسبب الإهمال الحكومي لهم.

وكشف عضو لجنة إغاثة النازحين، محمد سلام، لـ "العربي الجديد"، أنّ "النازحين يعانون اليوم من التقصير الحكومي والمضايقات الحكوميّة بشكل كبير". وأوضح أنّ "التقصير والإهمال الحكومي للنازحين مستمر، لكنّه لا يشكل شيئاً قياساً بالمضايقات من القوات الأمنيّة والمليشيات التي تتكرّر يومياً بحق النازحين".

وأشار إلى أنّ "تلك القوات تنفّذ حملات دهم مستمرة على مخيمات النازحين، وتعبث بمخيماتهم وأماكن سكنهم، وتحقق معهم بحجة طلب معلومات أمنيّة، الأمر الذي يشكل مخاوف كبيرة لدى النازحين". وأضاف أنّ "المليشيات التي ترافق الأجهزة الأمنية في حملاتها، تُنكّل بالعائلات وتهددهم بالاعتقال في حال لم يتركوا العاصمة بغداد".

من جهته، قال النائب عن محافظة الأنبار عادل خميس المحلاوي، في بيان صحافي، إنّ "الأوضاع الإنسانية للنازحين تتفاقم، نتيجة ازدياد أعدادهم التي تجاوزت الثلاثة ملايين، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، في حين تشير معلوماتنا إلى أن الرقم أكبر من هذا بكثير، وسط إخفاق حكومي واضح تجاههم". وشكا المحلاوي، من "استمرار المضايقات والممارسات غير القانونية التي تفرضها عليهم الأجهزة الأمنية في أماكن تواجدهم، وخاصة في بغداد".

اقرأ أيضاً: فصل جديد من مشروع طهران إطاحة البرزاني

ولفت إلى أنّ "دور الحكومة والمنظمات الإنسانية والخيرية متواضع جداً، ولم يلبِّ احتياجات النازحين الأساسية، خصوصاً أنّ أعدادهم في تزايد". ودعا الجميع إلى "مدّ يد العون لهم في ظل انعدام المأوى المناسب لهم وقلة الغذاء والدواء، وتفشّي الأمراض بينهم والارتفاع الكبير في درجات الحرارة ووصولها إلى حوالي الخمسين درجة مئوية". وأكّد أنّه "ما زال الكثير من النازحين يعيشون في المخيمات، وتوفي في الأيام القليلة الماضية عدد منهم نتيجة الحرّ الشديد والأوضاع المأساوية التي يعانون منها".

ودعا المحلاوي، الملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية والمنظمات الأممية والإنسانية إلى مساعدة "الملايين من النازحين الذين يعيشون ظروفا مأساوية وإنقاذ حياتهم". وحذّر "من كارثة إنسانيّة ستحلّ بالنازحين إذا بقي الإخفاق الحكومي على ما هو عليه".

من جهته، قال النائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي، إنّ "ما يمر به الأهالي والأسر النازحة بالأنبار يعتبر وفق المعايير الدولية كارثة إنسانية كبيرة، كون كل الموجودين بالمحافظة اليوم يشكون من نفاد الغذاء والماء والدواء، ويعيشون ظروفاً إنسانية قاسية جداً لا يمكن وصفها".

وحمّل الكربولي، في بيان صحافي، "الحكومة الاتحادية والوزارات الخدماتية واللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين والمهجرين، مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية لأهالي الأنبار المنكوبين؛ وذلك لفشلهم في توفير مستلزمات العيش لهم".

وطالب الحكومة بـ "اتخاذ موقف حازم حيال ما يحصل بالأنبار، والإسراع بإنقاذ الأسر النازحة؛ والتي لم تنزح من مناطقها لأنهم بحاجة للدعم، تحديداً فيما يتعلق بأبسط مقومات الحياة الأساسية من المواد الغذائية والماء الصالح للشرب، وأماكن سكن تليق بهم".

وناشد الكربولي "المنظمات الإنسانية الدولية والعربية ومنظمات حقوق الإنسان بمد يد العون للأسر النازحة في داخل الأنبار، من خلال إرسال المساعدات الغذائية والإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية لهم، والاطلاع على احتياجاتهم الضرورية وتوفيرها لهم".

اقرأ أيضاً: لا حكومة وحدة عراقية قريباً...والتقسيم أقرب من أي وقت