فرقة "ذا هو"... هل حان وقت الوداع؟

08 ديسمبر 2019
يضم العمل إحدى عشرة أغنية بعدد إصدارات الفرقة (Getty)
+ الخط -
قبل أيام، أطلقت فرقة الروك البريطانية، The who، ألبوم "Who"، وهو الألبوم الرسمي الثاني عشر في مسيرة الفرقة الممتدة منذ ما يزيد عن نصف قرن. وقد جاء العمل بعد مضي 13 سنة على إصدار سابقه "Endless Wire"، وبعد أن قامت الفرقة بالإعلان عن إطلاقها جولتها الوداعية سنة 2014، والتي امتدت قرابة ثلاثة أعوام؛ إلا أن الألبوم جاء اليوم ليكسر كل التوقعات عن انتهاء الفرقة.

بدأت "The who" مسيرتها الفنية سنة 1964، وكانت مكونة من أربعة أعضاء أساسيين، وهم: عازف الدرامز الراحل، كيث مون، وعازف غيتار الباص الراحل، جون أنتويزيل. بالإضافة إلى مغني الفرقة الرئيسي، روجر دالتري، وعازف الغيتار والمؤلف الموسيقي، بيت تاوتشند، اللذين يعتبران حتى اليوم الحامل الرئيسي للفرقة، رغم تجاوزهما سن السبعين، ورغم انضمام عدد من الموسيقيين للفرقة والانفصال عنها خلال الوقت الطويل الذي مضى.

تعتبر "The who" واحدة من أبرز فرق الروك الإنكليزية في القرن الماضي، إلى جانب "The Rolling Stones"؛ وهي أيضاً واحدة من أكثر فرق الروك التي اشتهرت بمنهجها التجريبي، فساهمت في تطوير موسيقى الروك القرن الماضي، ولا سيما موسيقى البانك روك. وقد تميزت الفرقة أيضاً بأدائها المثير في عروضها الحية، التي كانت في الكثير من الأحيان تعمد فيها لأداء بنسق تدميري عنيف، فتحطم الآلات الموسيقية على خشبة المسرح.



لكن الفرقة اليوم لم تعد كما كانت في سابق عهدها، فالرغبة في التجريب وتطوير موسيقى الروك التي لازمت الفرقة لا يمكن أن نرى لها أي أثر في الألبوم الجديد، "Who"، الذي يبدو كألبوم روك كلاسيكي ينتمي للقرن الماضي. وربما يعود السبب في ذلك إلى أن أعضاء المجموعة تقدموا في السن كثيراً، وباتت الفرقة بحد ذاتها أيقونة لموسيقى الروك؛ ما يجعل مسألة التجديد الموسيقي بعد كل هذه السنوات، وبعد انقطاعها الطويل عن إنتاج أغان جديدة هو أمر غير متوقع فعلياً.

كما أن مُلصق الألبوم، الذي صممه بيتر بالاك، يوحي بأن الإصدار الجديد هو بورتريه أعدته الفرقة لذاتها، إذن إن الملصق عبارة عن مربع مقسم إلى 25 مربعاً صغيراً، ثلاثة منهم تكوّن اسم الألبوم "Who"، والمربعات المتبقية تحيلنا إلى لحظات مؤثرة من حياة الفرقة المهنية وثقافتها؛ فمن ضمن هذه الصور توجد صورة لقطع فاصولياء صغيرة، وهي تحيلنا إلى غلاف ألبوم "Sell out" (1967)، الذي ساهم في اكتساب الفرقة صفة العالمية، بالإضافة إلى صور غلاف عدة ألبومات أخرى.

وفي المربعات الصغيرة أيضاً، صورة لتاوتشند وهو يعزف على الغيتار وعلى وشك تحطيمه، وقد سبق أن نشرت هذه الصورة سنة 1979 مرفقة بالإعلان الذي اشتهرت به الفرقة حينها: "هذا الغيتار لديه ثوانٍ ليعيشها". كما تضمنت الصور بورتريهات لشخصيات لها أثر بثقافة الفرقة، مثل الملاكم محمد علي كلاي، وبطل الكوميكس، بات مان.



يضم الألبوم الجديد إحدى عشرة أغنية، وهو عدد ألبومات الفرقة السابقة، وفي كل مسار من الألبوم تحاول الفرقة أن تقدم أغنية تختزل روح أحد ألبوماتها السابقة؛ ليبدو واضحاً أن الحنين والذكريات مسيطرة بشكل كلي على الألبوم الجديد.

وإن بدا الألبوم لا يضاهي بجماليته إصدارات الفرقة القديمة، وتحديداً في السبعينيات والثمانينيات، ولكنه ألبوم متقن وله خصوصية كبيرة بالنسبة لعشاق مدارس الروك القديمة؛ وغالباً سيكون هذا الألبوم هو الأخير بالنسبة لـ"The who"، إذ تقدمه بمثابة هدية لجمهورها القديم.
المساهمون