فرز النفايات مصدر رزق عائلات فلسطينية

07 أكتوبر 2015
بيع الحديد والألمنيوم ينتج دخلاً جيداً(أوليفر لبان/ فرانس برس)
+ الخط -
اعتاد الخمسيني أبو محمد وأحفاده على تجميع ما يمكن استصلاحه من حاويات النفايات من حديد وألمنيوم ونحاس وإطارات لبيعها لمشتري الخردوات الذين يحضرون إلى قريته في محافظة سلفيت وسط الضفة، ليكون جمع النفايات مصدر رزق لعائلته.

بين الفرز والكبس
يقول أبو محمد لـ "العربي الجديد": "أحصل على دخل يقارب الـ 100 دولار أسبوعياً، حيث أقوم بتجميع كل تلك النفايات في مكان قريب من البلدة لأتمكن من فرزها بين حديد وألمنيوم ونحاس وبلاستيك. وتختلف أسعار المخلفات بعد فرزها وكبسها من منطقة إلى أخرى، ففي مكب النفايات الرئيسي في مدينة يطا جنوب الضفة الغربية يصل سعر طن الحديد والبلاستيك إلى 130 دولاراً تقريباً فيما يبلغ سعر طن الألمنيوم 1800 دولار. أما الكرتون فيبلغ سعر الطن منه 40 دولاراً فقط، كما يقول محمد الربعي من المجلس المشترك لإدارة النفايات الصلبة في منطقة الخليل لـ "العربي الجديد".

ويضيف الربعي: "قبل عام ونصف العام كان يحضر إلى مكب النفايات حوالي 400 شخص بشكل يومي، وتختلف الوجوه بين يوم وآخر، منهم 85 شخصاً يتكرر وجودهم كل يوم، لا بل بينهم طلاب جامعات، حيث يتجمع في كل يوم نحو 750 طناً من النفايات من الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية".

ويتابع: "تم تحويل المكب إلى مجلس مشترك يعمل فيه نحو 30 موظفًا يقومون بفرز ما يمكن فرزه من مخلفات ونفايات ما بين حديد ونحاس وبلاستيك وكرتون وألمنيوم إضافة للإطارات". يوجد في مكب النفايات المشترك قسمان، أحدهما لفرز النفايات والآخر لكبسها ثم يقومون ببيعها إلى التجار والمصانع. يضيف الربعي: "هناك قلق في موضوع الإطارات إذ إن هناك منافسة كبيرة مع الاحتلال حيث يقوم التجار بحرق الإطارات للاستفادة من أسلاكها وصناعة أرضيات للمنازل والملاعب وكذلك الاستفادة من الكاوتشوك المتبقي الذي تعتبر أسعاره مرتفعة جداً، أما فيما يتعلق ببيع المواد المفروزة فيتم طرحها عن طريق مناقصة لبيعها للتجار والمصانع".

تجارة ناشطة
يقول محمد (16 عاماً) لـ "العربي الجديد": "أبذل قصارى جهدي في تجميع الأسلاك، بخاصة تلك التي يوجد بها نحاس وألمنيوم وأقوم أيضاً بتجميع قناني البلاستيك والزجاج لبيعها لمشترين متجولين يحضرون صباح كل يوم جمعة إلى قريتي شمال الضفة الغربية. حيث يبلغ سعر كيلو الألمنيوم دولارًا واحدًا فيما يصل سعر كيلو النحاس إلى أربعة دولارات أما الحديد فنبيعه بـ 25 سنتاً فقط". ويضيف محمد: "ورشات البناء هي أكبر مصدر دخل لي في عملية تجميع النفايات التي أبيعها".

ويقول الأخصائي الاجتماعي أحمد سكر لـ "العربي الجديد": "قبل عام ونصف العام كانت هناك عشوائية كبيرة في توزيع مكبات النفايات بخاصة في محافظات جنوب الضفة مثل الخليل وبيت لحم وكان العمل فبها غير منظم وغير صحي، حتى إقامة مجالس مشتركة يقوم بها العاملون بفرز النفايات وضغطها ثم بيعها للتجار".

ويضيف سكر: "يعتبر العمل في فرز النفايات مصدر رزق لآلاف المواطنين حيث إن 10% من السكان يعملون في هذا المجال بمحافظة الخليل جنوب الضفة، يتوزعون ما بين بائعين ومشترين حيث يقوم التجار المشترون بالتجول في محافظات الضفة وشراء ما يصلح لإعادة تدويره أو البيع للمصانع والاستفادة منه". وعن بيع المخلفات، يقول سكر: "يقوم التجار المتجولون ببيعها إلى المصانع والاستفادة منها، كمصانع الزجاج في الخليل أو مصانع الحديد أيضاً، حيث يقومون بصهرها وإعادة تدويرها".

مصانع صغيرة
ويقول أحمد (34 عامًا) من بلدة أذنا جنوب الضفة لـ "العربي الجديد": "أتجول في محافظات شمال الضفة وأقوم بجمع الألمنيوم والحديد والنحاس في مكان قريب من بلدتي حيث نقوم بضغطه وبيعه للتجار والمصانع وهذا مصدر رزقي الوحيد حيث إنني اعمل منذ 20 عامًا في هذا المجال الذي بدأته مع والدي".

الشاب تامر زاهر من بلدة إذنا أطلق وبجهد شخصي مصنعًا صغيرًا اسمه "الصفا" لفرز الأسلاك النحاسية ويقول زاهر لـ "العربي الجديد": "نقوم بإعادة تدوير الأسلاك بخاصة التي تحتوي على النحاس حيث نقوم بتقطيعها في مرحلتين يصل فيها طول السلك إلى أقل من سنتميتر، حيث يتم فصل النحاس عن البلاستيك ثم نعرّضها لتيار هوائي عالي الضغط حيث يتم فصلها بشكل نهائي. وعندها يتم بيع البلاستيك للتجار ومصانع الأحذية ونبيع النحاس لتجار آخرين يعملون لصالح المصانع التي تحتاج في عمليات الإنتاج إلى النحاس".
المساهمون