غزة قد تدفع الثمن

02 فبراير 2018
الاحتلال سيحول غزة إلى ميدان تجارب جديدة(محمود حمس/فرانس برس)
+ الخط -

استأثرت طبول الحرب التي قرعتها إسرائيل ضد لبنان هذا الأسبوع، وقرعت للمرة الأولى من موسكو، بالاهتمام الإعلامي العالمي، واستدعت ردود فعل لبنانية غاضبة، حتى بعد أن حاولت الصحف الإسرائيلية، في اليومين الأخيرين، ترجيح كون صرخات الحرب الإسرائيلية، محاولة للتهويل مما ستجره مساعي إيران لتحويل لبنان إلى قاعدة صواريخ كبيرة، بحسب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وهو ما لن تقبل به إسرائيل ويضطرها للعمل لمنع ذلك.

في المقابل، وحتى بعد تصريحات هجومية أخرى لوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ضد مسعى لبنان للتنقيب عن الغاز في مياهه الاقتصادية، واعتبار ذلك استفزازاً لدولة الاحتلال، ظلت غزة بعيدة عن المشهد العام، رغم أن تقديرات إسرائيلية تواصل إبراز سيناريو تضطر فيه إسرائيل لخوض حرب على جبهتين في آن واحد. لكن ملاحظة عابرة قالها ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، خلال جولات أجراها الجيش وقادته لعدد من الصحافيين في شمال إسرائيل، تكشف سيناريو، أو خياراً خطيراً آخر يجعل من غزة ساحة تجارب، أو ميداناً لعدوان إسرائيلي، يهدف بالأساس لتوضيح ما ينتظر لبنان حال اندلعت المواجهة المقبلة.

وبحسب تقرير موسع لناحوم برنيع فإنه بالرغم من أن الرسائل الإسرائيلية وصلت لكل العواصم المعنية لثني إيران عن مواصلة برنامجها الصاروخي في لبنان، فإن الحرب قد تندلع بالذات في قطاع غزة، لتسبق ما سمّاه ضباط الجيش، أمام الصحافيين الإسرائيليين، "حرب الشمال الأولى، وليس حرب لبنان الثالثة". وبحسب برنيع فقد قال أحد الضباط، في ما بدا كملاحظة عابرة خلال حديثه عن المواجهة المقبلة في الجبهة الشمالية، إن "المواجهة المقبلة التي ستندلع في غزة ستجري بطريقة تنقل رسالة رادعة لحزب الله وإيران. الغزيون سيدفعون الثمن". ويعني هذا الكلام، في ظل خطاب الحرب السائد في صفوف القادة الميدانيين للجيش، بحسب ما يقول برنيع، مع إشارات إسرائيلية متكررة إلى تصعيد محتمل على الجبهة الجنوبية، أن من شأن الاحتلال أن يحول غزة إلى ميدان تجارب جديدة لينقل رسالة ردع إلى إيران و"حزب الله"، لا سيما بعد أن حصل على ضوء أخضر جديد، مع إعلان الإدارة الأميركية عن وضع إسماعيل هنية وقادة آخرين من "حماس" على لائحة الإرهاب الأميركية.

المساهمون