عيد الأضحى.. طقوس واحتفالات في الضفة الغربية المحتلة

12 سبتمبر 2016
ثلث وزن الأضاحي يوزع على الفقراء(عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -


يحتفل المسلمون في العاشر من ذي الحجة في كل عام، بعيد الأضحى المبارك، ولمدة أربعة أيام. وينشغل المسلمون بتطبيق سنة ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، إضافة إلى صلة الأرحام وزيارة الأقارب وأهالي الشهداء والأسرى لمعايدتهم في المدن الفلسطينية.

ولا تختلف كثيرا أجواء عيد الأضحى عن عيد الفطر السعيد بشكله العام، فيجهز الفلسطينيون الحلوى وكعك العيد، ويعج السوق بالزبائن في كافة مراكز المدن بالضفة، لشراء الملابس وتجهيز أنفسهم.

إلا أن ما يميز عيد الأضحى هو انشغال الناس بشراء الأضاحي قبل العيد بأيام، وذبحها بعد صلاة العيد على مدار الأيام الأربعة، ضمن أجواء عائلية مميزة، يغمرها الفرح والسعادة، إذ يتم ذبح الذبيحة بمساعدة أهالي البيت، وسلخها وتقسيمها ثلاثة أثلاث متساوية، ثلث لأهل البيت، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء والمحتاجين.

اللحام أمجد حمدان، ينهمك في عمله قبل العيد بعشرة أيام، فكثير من زبائنه يوصون بانتقاء أضحية العيد، وحجزها بأسرع وقت للحصول على الأضحية المناسبة من ناحية الوزن والنوع. يذهب للسوق يوميا لشراء الأضاحي، ويوصلها إلى أصحابها الذين يبقونها في بيوتهم إلى صبيحة يوم العيد، وغالبية الناس يفضلون ذبح الأضحية في منازلهم، وسط تجمع العائلة والأطفال ضمن أجواء جميلة يحبها الجميع.

يقول حمدان لـ"العربي الجديد": "قبل العيد بنحو أسبوعين، يبدأ الناس بالاتصال والسؤال عن الأسعار والأنواع المتواجدة بالسوق، يحجزون الأضحية وموعدا للذبح، ويفضل الكثير الذبح في أول يوم من أيام العيد، فيكون ضغط العمل في اليوم الأول كبيرا ومرهقا".


أسعار الخراف والعجول، كانت قبل سنوات أقل بقيمة بنحو دولار ونصف، إلا أنها ومع الغلاء المعيشي ارتفعت، إذ أصبح كيلو لحم الخروف يساوي 9 دولارات، وبحسب وزنه، في حين يبلغ الأجر المستحق للحام، والمتعارف عليه في المدن الفلسطينية نحو 26 دولارا ونصف الدولار، بالإضافة إلى هدية من صاحب الأضحية إلى اللحام بحصة من اللحم.




أجواء جميلة تترقبها العائلة التي تنوي تقديم أضحية تقربا لله عز وجل، فبعد صلاة العيد، وزيارة القبور وقراءة الفاتحة، يعود المسلمون إلى منازلهم للمباشرة في عملية الذبح، التي يتخللها تقسيم اللحوم، ومن ثم تتم عملية توزيعها.

في قرى ومدن الضفة، تُكلف العائلات التي ذبحت أضحية، الأطفال الصغار بتوزيع اللحوم على منازل الأقارب والفقراء، فتراهم يحملون أكياس اللحم باتجاه أحد المنازل ليقدم لأهله نصيبهم من الأضحية.

عائلة العصا، في بلدة العبيدية، شمال مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، اعتادت أن تتقرب إلى الله تعالى بأضحية أو اثنتين في كل عيد. يقول مجاهد العصا لـ"العربي الجديد": اشترى أبي ماعزا قبل أيام من العيد، وهو لا يحب أن يشتري من السوق، بل يفضل شراءه من مزرعة لأشخاص يعرفهم ويعرف أنهم يعتنون جيدا بالمواشي التي يربونها، وكذلك أخي أيمن اشترى خروفا، وفي صبيحة يوم العيد بعد الصلاة، تبدأ عملية الذبح في ساحة المنزل.

ويضيف العصا: بعد صلاة العيد، نذهب للسلام على جدتنا، ونباشر بعدها بوجود أفراد العائلة بذبح الأضاحي، حيث ينوي والدي قائلا: "نويت أن أضحي بهذه الأضحية تقربا لوجه الله تعالى عن عائلتي وأبنائي وأهل بيتي".

ويلفت إلى أن الأهالي يلتقطون الصور لأطفالهم مع الأضحية قبل ذبحها، لمشاركتها مع الأصدقاء عبر الإنترنت، إضافة إلى أن بعض الأطفال يبكون عند رؤية الدماء بعد ذبح الأضحية.

وخلال أيام العيد تخرج العائلات الفلسطينية في رحلات ترفيهية إلى الجبال الفلسطينية، والمتنزهات للشواء وتناول الطعام خارج جدران المنزل.

وامتدادا لعيد الأضحى، يتجهز أهالي الحجاج الفلسطينيين لاستقبال أقاربهم الذين يعودون بعد العيد بأيام قليلة إلى منازلهم، فتزين العائلة مدخل المنزل، وتعلق اللافتات المرحبة بالحجاج، وتجهز قاعة كبيرة لاستقبال المهنئين من أهالي البلدة بعودة الحجاج سالمين من الديار المقدسة.



دلالات