عن مؤتمر "الندامة"

02 يوليو 2019
+ الخط -
"للشدائد فوائد"، هكذا قالت العرب، فالمؤامرة الصهيونية الأميركية التي تُـحاك بمخرز عربي وخيط صهيوأميركي على القضية الفلسطينية، وتسعى إلى دفن هذه القضية والتسويق لبيع القدس والجولان السوري لبني صهيون، والمسماة صفقة القرن، والتي دشنتها إسرائيل بواسطة حليفها المتطرف، دونالد ترامب، وصهره كوشنر، وبجهد ومال خليجي في مؤتمر المنامة (مؤتمر الندامة).
وعلى الرغم من خطورة الخطوة وخبثها، فإنها لم تخلُ من فائدة للأمة العربية والإسلامية، فيكفي أنها قد وحّـدت، من حيث لا تريد ولا تدري، القوى الفلسطينية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، في خندقٍ نضالي واحد، وتناست كل هذه التباينات في واحد من أهم وأنصع المواقف النضالية الفلسطينية نُبلا وصفاء وإدراكا لحجم هذه المؤامرة.
امتد هذا الاصطفاف الفلسطيني من النخب السياسية والثورية إلى القاعدة الجماهيرية في عموم مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية والقطاع وفي الأراضي المحتلة ما وراء الخط الأخضر، فضلاً عن توحيد صوت وبندقية الجماهير الفلسطينية في الشتات.
أضف إلى ذلك، أن هذه المؤامرة، مؤامرة المنامة، من حيث لا تريد أيضاً، قد كشفتْ القناع عن الأنظمة العربية المتآمرة على القضية الفلسطينية، وأسقطت آخر أوراق التوت التي كانت تستر زيف مواقفهم المخادعة تجاه فلسطين ومقدساتنا العربية والإسلامية، وذلك بذات القدر الذي كشفت المستور عن قربهم والتصاقهم وتماهيهم القبيح مع العدو الرئيس للأمة أي إسرائيل، وأهدافه (العدو) العدوانية، وأبرز على رؤوس الأشهاد من المحيط إلى الخليج خنوعهم المُـهين لحاكم البيت الأبيض، الرئيس الحلّاب الذي لا ينفك بكل حقارة وازدراء عن حلب البقرة الخليجية.
ومن فوائد هذه المؤامرة أنها أعادت للشعوب العربية والإسلامية من ضفة الخليج الغربية شرقاً حتى شواطئ المملكة المغربية غرباً وهج المقاومة، وأشعلت فيها من جديد جذوة الشعور بالغيرة والنخوة الأصيلة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه المقدسات الإسلامية وفضحت تلك الأنظمة الخائنة الخانعة الذليلة، وبذات القدر الذي أظهرت فيه الهوّة السحيقة التي تفصل بين علو همة هذه الشعوب ووفائها، وبين انحطاط تلك الأنظمة وغدرها.
زد على ذلك أنها "مؤامرة المنامة" أثبتت صحة وصواب خط المقاومة العربية لاستعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري، وأطاحت فكرة التطبيع وأصحابها، وأبانتْ بجلاء فشل معاهدات السلام الزائف مع العدو، بدءاً بكامب ديفيد وانتهاءً بمؤامرة المنامة وما بعدها.
133EF6E4-0FC6-4FFC-99A3-7AB6251C802D
133EF6E4-0FC6-4FFC-99A3-7AB6251C802D
صلاح السقلدي (اليمن)
صلاح السقلدي (اليمن)