عندما ودعت"كوت ديفوار"كأس أفريقيا فعوقب اللاعبون بقراءة كتب وطنية!

28 أكتوبر 2015
+ الخط -


لا يمكن تطبيق عبارة "ما يحدث في فيجاس سيبقى في فيجاس" على عالم كرة القدم، فما يحدث داخل المستطيل الأخضر لا يمكن أن يبقى داخله حيث أن تبعاته ربما تمتد لأبعد مدى وتصل لحدود متطرفة.

هذا هو ما حدث مع منتخب كوت ديفوار عقب مشاركته في كأس الأمم الأفريقية عام 2000 حيث كانت التوقعات تشير إلى أن "الأفيال" ربما يتمكنون من تحقيق شيء كبير في هذه النسخة ولكن الأمور تعقدت مبكراً بالتعادل مع توجو بهدف لمثله والخسارة لاحقاً بثلاثية من الكاميرون صاحبة الضيافة.

كان يجب على المنتخب الإيفواري الفوز في المباراة الأخيرة على خصمه الغاني بفارق ثلاثة أهداف لكي يتأهل حيث حاول على قدر استطاعته ولكنه لم يتمكن سوى من الفوز بهدفين ليودع البطولة.

حتى الآن كل هذه الأمور عادية وواردة الحدوث، ولكن ما حدث في صباح اليوم التالي بعدما كان اللاعبون واسوا أنفسهم بأنهم قدموا كل ما لديهم وأن التوفيق لم يحالفهم هو الأغرب، حيث استقلوا الطائرة التي كان من المفترض أن تقل بعثتهم للعاصمة أبيدجان ولكن شيئاً مريباً حدث.

لاحظ بعض أعضاء البعثة أن مسار الطائرة تغير حيث كانت الإجابة التي وصلتهم أن مطار أبيدجان معطل بسبب حادث جوي لذا تم تغيير مسار الرحلة نحو ياموسوكرو حيث كان ما هو أسوأ بكثير من الإقصاء من كأس الأمم الأفريقية بانتظارهم.

وفور وصول البعثة إلى ياموسوكرو كانت هناك مفاجأة في انتظارهم عدد من الشاحنات العسكرية التي أجبروا على ركوبها حيث أقلتهم إلى قاعدة عسكرية في زامبراكو على بعد 30 كلم من العاصمة أبيدجان.

لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث أنه عقب وصولهم للقاعدة صادر الجنود كل هواتفهم المحمولة لكي لا يبلغوا الصحافة بالأمر وأبلغوهم بأنهم سيبقون محتجزين لحين تعلم "التحضر والالتزام".

وعومل لاعبو المنتخب الإيفواري طيلة ثلاثة أيام كما لو كانوا فرقة من الجنود المستجدين وذلك تحت أوامر قائد المجلس العسكري روبرت جوي الذي كان استولى على السلطة في عطلة عيد الميلاد السابقة وأجبروا على أداء تدريبات الاصطفاف والسير وقراءة كتب عن مفهوم الوطنية.

بدأت القصة في الانتشار ووصل الموضوع لخارج البلاد مما أحدث حراكاً كبيراً للإفراج عن اللاعبين حتى قررت الحكومة أمام هذا الضغط تحريرهم حيث أعدت نسختها الخاصة من الأحداث التي قالت إن الأمر لم يكن عقوبة بل لحمايتهم من الغضب الشعبي بسبب الخروج من البطولة.

بعدها بست سنوات تمكنت كوت ديفوار من التأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخها بعدما سجل بونافينتور كالو، أحد اللاعبين الذين عاصروا واقعة "التربية العسكرية"، هدف الفوز على صربيا (3-2)، بينما كان روبرت جوي انتقل للعالم الآخر منذ أربع سنوات على خلفية انقلاب عسكري أطاح به.

المساهمون