عزوف الشباب عن انتخابات الرئاسة التونسية

03 ديسمبر 2014
لم تعكس الأحزاب القائمة أهداف الشباب من الثورة (أ.ف.ب)
+ الخط -

لم يكن المشهد عاديّاً يوم الأحد قبل الماضي في تونس، التي شهدت أول انتخابات رئاسية تجري وسط أجواء من الحرية. إذ بدت طوابير الناخبين خالية من الشباب. ولم تُفلح الحملات الانتخابية والإعلامية والومضات التوعوية في دفعهم إلى المشاركة بكثافة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وخلال الحملة الانتخابية للدورة الأولى الرئاسية، أكد المترشحان الفائزان بالمركز الأول والثاني خلال كل اجتماعاتهما الجماهيرية على أهمية دور الشباب.

وشدد الباجي قايد السبسي، خلال حملته أنه سيعمل على "نقل التجربة والخبرة السياسية إلى الشباب". أما الرئيس التونسي الحالي منصف المرزوقي فقد دعا خلال ظهوره الإعلامي الشباب إلى المشاركة بكثافة.

وأكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أن نسبة مشاركة الشباب في العمليتين الانتخابيتين الأخيرتين، الرئاسية والتشريعية، كانت ضعيفة، فيما تحدثت بعض المنظمات غير الحكومية عن نسبة لم تتجاوز 10 في المائة من الشباب المسجل في القوائم الانتخابية.

وتشهد تونس، مثل بلدان عربية أخرى عرفت موجة انتفاضات الربيع العربي، عزوفاً للشباب عن المشاركة في الحياة السياسية بصفة عامة، رغم المشاركة الكثيفة للفئات الشبابية في الثورة.

ولم يكن يوم الانتخاب في تونس حدثاً بارزاً قبل الثورة التي أطاحت نظام بن علي، لأن النتيجة كانت معلومة سلفاً، كما يقول كثير من التونسيين. وتراجع اهتمام الشباب بالسياسة في تونس أواسط تسعينيات القرن الماضي مع حملات التضييق على الجامعة التونسية من أجهزة النظام.

يقول المدير العام للمرصد الوطني للشباب وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، محمد الجويلي، في تصريح لـ"جيل العربي الجديد"، "الشباب مهتم بالشأن العام عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والمجتمع المدني كما نجده في الاحتجاجات الميدانية، أما الانتخاب فهو بالنسبة للشباب سلوك جديد".

وشهد المسار الانتقالي في تونس بعد الثورة أزمات عدة، وحركة مطلبية عالية مما ساهم في عدم تحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي رغم بعض المكاسب السياسية كحرية التعبير وصياغة دستور جديد وإرساء الهيئات الدستورية.

أما جهاد الحاج سالم، وهو شاب ناشط في الحركة الشبابية "جيل جديد"، فيحيل عزوف الشباب عن الانتخاب إلى عدم الاقتناع بالتوجه السياسي العام داخل البلاد بعد الثورة، والذي يعتبر أنه لم يقدم نتائج مثمرة خصوصاً على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يهم الشباب بدرجة أولى حسب قوله.


*تونس

المساهمون