استمع إلى الملخص
- ناشد فريق "منسقو استجابة سورية" المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم للمدنيين، وتعزيز عمل عيادات الصحة النفسية وزيادة مراكز علاج مدمني المخدرات.
- أشار عالم الاجتماع جميل عبد العزيز إلى أن الفقر والعوامل الاجتماعية والعنف وأزمة المخدرات هي أبرز أسباب ارتفاع معدلات الانتحار، مؤكداً على أهمية التوعية والعلاج النفسي.
توفي شاب سوري يبلغ من العمر 19 عاماً، الاثنين، وقد أقدم على الانتحار شنقاً في منزله ببلدة تلعادة، شمالي محافظة إدلب، التي تُسيطر عليها المعارضة، شمال غربي سورية، بحسب ما أفاد مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج "العربي الجديد". وإذ أشار حلاج إلى أنّ أسباب إقدام الشاب على الانتحار شنقاً ما زالت مجهولة، أضاف أنّ هذه الواقعة أتت بعد يومَين من تسجيل حالتَي انتحار، إحداهما لتلميذ في الصف الثالث الإعدادي.
وأوضح حلاج أنّ التلميذ في الصف الثالث الإعدادي أقدم، يوم السبت الماضي، على الانتحار في بلدة تل عمار بريف مدينة سلقين، شمالي محافظة إدلب، عبر تناوله "حبّة الغاز" بسبب رسوبه في الامتحانات. وتابع أنّ شاباً في العشرينيات من العمر كان قد أقدم على الانتحار شنقاً في داخل منزله، يوم الجمعة الماضي، تحديداً في بلدة صوران بريف مدينة أعزاز، شمالي محافظة حلب، موضحاً أنّه مدمن مخدرات.
وبيّن حلاج أنّ حالات الانتحار المسجّلة منذ بداية عام 2024 وحتى يوم الاثنين 19 أغسطس/ آب منه، بلغت 55 حالة انتحار ومحاولة انتحار. وأتت 33 منها حالات انتحار، من بينها ثماني حالات تعود لأطفال وعشر لنساء. أمّا محاولات الانتحار التي بلغت 22 حالة، فمن بينها ست حالات تعود لأطفال وثماني لنساء.
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد ناشد، في بيان سابق، المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة مساندة المدنيين، ولا سيّما النازحين من بينهم، وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، خصوصاً وسط ارتفاع أسعار المواد الأساسية والتهديدات المستمرّة بقطع المساعدات الإنسانية وعدم توفّر فرص عمل للحدّ من البطالة في المنطقة. كذلك طالب الفريق المنظمات الإنسانية بتعزيز عمل عيادات الصحة النفسية في المراكز الطبية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات انتحار محتملة من أجل التعامل معها بصورة عاجلة، وزيادة عدد المراكز الخاصة بعلاج مدمني المخدرات في المنطقة.
في سياق متصل، يقول المتخصّص في علم الاجتماع والمرشد النفسي جميل عبد العزيز لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالات انتحار تتكرّر في عموم المناطق السورية، منذ سنوات عدّة"، مضيفاً أنّه "من غير الممكن حصر العوامل التي تؤدّي إلى زيادة هذه الحالات بصورة دقيقة، إذ إنّ الأمر يتطلّب دراسات تخصصية وجهات حكومية تشرف على ذلك وتضع الخطط والحلول". ويؤكّد عبد العزيز أنّ "الأمر صعب، ولا سيّما مع سلطات الأمر الواقع، ومع مستويات الفقر غير المسبوقة، تحديداً في مناطق سيطرة النظام السوري".
ويوضح عبد العزيز أن "من العوامل البارزة في رفع معدّلات الانتحار الفقر بوصفه عاملاً أساسياً، تليه أسباب اجتماعية خاصة في حالات انتحار النساء، والتعرّض للعنف، وأزمة المخدرات". ويشدّد عبد العزيز على أنّ "التوعية هي الأساس وكذلك العلاج النفسي من أجل التقليل من معدّلات الانتحار، إذ إنّ الأمور الأخرى تعالج النتائج فقط، في حين أنّ الحاجة ملحّة إلى معالجة جذور المشكلة"، مشيراً إلى أنّ "حلّ جذر المشكلة باعتقادي صعب جداً".
وكانت مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سورية قد رصدت في عام 2023 الماضي 81 حالة انتحار ومحاولة انتحار. وأتت 44 منها حالات انتحار، من بينها عشر حالات تعود إلى أطفال وثماني تعود إلى نساء. أمّا محاولات الانتحار التي بلغت 37 حالة، فمن بينها ثماني تعود إلى أطفال و21 إلى نساء، بحسب فريق "منسقو استجابة سورية".