للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية يقع عرب أميركا بين خيارات صعبة في التصويت لسيد/سيدة البيت الأبيض.
في انتخابات2008 انقلب الأميركيون العرب على أنفسهم، فمن تأييد نسبة كبيرة منهم للحزب الجمهوري، بتصويت ما يقارب 85 في المائة منهم للحزب الديمقراطي. عُول على أوباما في القضايا الداخلية والخارجية، وخصوصاً بعد خطابه الشهير في جامعة القاهرة في 2009، لكن سرعان ما بدأت الخيبات من الديمقراطيين.
جاء دونالد ترامب بشعاراته المثيرة للجدل والغضب، لتدفع قطاعات واسعة، ممن انفضوا عن الديمقراطيين، إلى التفكير ملياً بمن سيصوتون له. فهيلاري كلينتون كانت جزءاً من تلك الإدارة التي أصابت عرب أميركا بالصدمة في السياسة الخارجية، سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو السورية، أو السياسات الداخلية. معظم الأقليات، لو كان بيرني ساندرز هو المستمر في الترشح عن الديمقراطيين لصوتوا له. لكننا أمام خيارات مرة جداً هذه المرة في اختيار المنظمات والمؤسسات العربية الأميركية في التوحد على موقف واحد تجاه المرشحين.
بالتأكيد قلة من الأميركيين العرب، وباقي الأقليات، سيصوتون لدونالد ترامب. والوقت ذاته، ومع استمرار التجييش الإعلامي المتطرف ضد المسلمين والعرب، فإن كلينتون لم تكن بجرأة ساندرز في التصدي لهذه اليمينية في توجهات الإعلام والتعليقات اللاذعة بحق المسلمين، وبجهل باعتبار كل العرب مسلمين. تعرف كلينتون أنها ستحصد أصواتهم لو تم توافق عليه كنائب للرئيس حال وصلت البيت الأبيض.
ما يخشاه الناخب العربي، مثل بقية الأقليات، أن ينجح دونالد ترامب في ترسيخ شعبوية متطرفة داخلياً وخارجياً، وهوعبر حتى عن تأييده بقاء ديكتاتوريات في المنطقة كبشار الأسد "من أجل الاستقرار"، ويريد أيضاً طرد اللاجئين السوريين من أميركا، على قلتهم. ثم إن سياسته تجاه القضية الفلسطينية هزلية كما صرح في فبراير/شباط الماضي: "من الصعب الاتفاق على سلام دائم وعلى الفلسطينيين التنازل عن الأرض لإسرائيل"، مقترحاً منح اللاجئين الفلسطينيين جزيرة بورتوريكو.
وعلى الرغم من أن لأقليات لن تجد غير التصويت لهيلاري كلينتون، فإن تلك الأصوات، من خلال المنظمات العربية الأميركية، لا يجب أن تذهب هدراً كما جرى مع أوباما.