عراقي أصم وأبكم يصنع مصغرات فنية من الخشب

02 اغسطس 2016
كان نجاراً ذائع الصيت (العربي الجديد)
+ الخط -
في حي الأعظمية ببغداد، يعيش هذا الرجل الذي ولد أصم وأبكم، وحيداً، إلا من عائلة صاحب منجرة كان يعمل فيها في شبابه، وبعد وفاة صاحبها قرر ابنه أن يبقي هذا الرجل الوحيد لأنه اكتشف فنه وموهبته في منجرته، وظل يرعاه ويهتم به لأن لا وسيلة له للتواصل مع العالم الخارجي إلا عن طريق الإشارة.


وعلى الرغم من ذلك فإن العم أبو بكر واسمه الحقيقي"مصطفى حسن مهدي"، وقد أطلق صاحب المنجرة اسمه على ابنه الذي يرعاه حالياً، فهو يتمتع بموهبة نادرة، في تشكيل المجسمات الخشبية بواسطة الآلات البدائية وبأصابعه فقط من دون استخدام آلات النجارة الحديثة، فينحت منها الشاحنات والقاطرات، وكذلك وجوه الأشخاص وحتى قبة المسجد الأقصى الذي يتمنى زيارته.

كان العم مصطفى يدين بالمسيحية، ثم أعلن إسلامه وأصبح يتوق لزيارة فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى، وعلى ذلك فقد انتظم في المسجد بصحبة ابن "معلمه"، الشاب مصطفى، وظل يعمل في المنجرة ويصمم المجسمات النادرة التي يتهافت عليها الناس، وقد تلقى عرضاً من أحد المتاحف التركية لتصميم بعض المجسمات وبيعها له.



يعمل العم أبو بكر ليلاً ونهاراً، على كل مجسم يفكر في نحته، ولكن لا يستغرق أكبر هذه المجسمات أكثر من ثلاثة أيام من العمل المتواصل.

بلغة الإشارة يقول العم مصطفى أنه كان يعمل في صباه كنجار ذاع صيته، وقد صمم معظم الأثاث الخشبي في قصور صدام حسين، وعلم فنون الصنعة لابن معلمه الشاب مصطفى، ولكن وبعد بلوغه الخامسة والخمسين من عمره، اكتشف إصابته بالسرطان، ويخطط حالياً وفي أسرع وقت للسفر خارج العراق للعلاج، وربما يسافر إلى الهند لتلقي العلاج والاطلاع على المنحوتات الهندية، لكي ينحت مثلها بيديه.

 

دلالات
المساهمون