عباس: لن نقبل بتحويل الصراع من سياسي إلى ديني

القدس المحتلة

محمد عبد ربه

avata
محمد عبد ربه
رام الله

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
08 أكتوبر 2014
4E4B477A-1D48-4641-A6D4-2D0A23B9AD54
+ الخط -


أصيب العشرات من المصلين الفلسطينيين بجروح متفاوتة خلال اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، واعتقل خمسة شبان فلسطينيين، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 4 من عناصرها خلال الاشتباكات، وخامس خلال مواجهات اندلعت في مناطق متفرقة في البلدة القديمة. وشدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطاب متلفز، تعقيباً على أحداث الأقصى، "أنّنا لن نقبل بتمرير الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى"، محذّراً من "تحويل الصراع من سياسي إلى ديني".

واتهم عباس الحكومة الاسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الاسرائيليين، في المسجد الأقصى. وقال، في تصريحات صحافية: "تتزايد هذه الايام وتتكثف الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى والتي يقودها مستوطنون ومتطرفون برعاية الحكومة الاسرائيلية". وأضاف: "في كل يوم نجد هؤلاء المتطرفين يحاولون بكل الوسائل الدخول الى المسجد الأقصى من خلال فرض أمر واقع وهو تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، بحجة أن لهم نصيب فيه". وأكد أنها "حجج واهية وكاذبة وتحريف للتاريخ". وبحسب عباس، فإن الحكومة الاسرائيلية تحاول "فتح أبواب خاصة للمستوطنين والمتطرفين لتسهيل الدخول للمسجد الأقصى للعبث فيه". وشدد على أن هذا الأمر "لا يُمكن السكوت عليه". وتابع: "نحن على اتصال دائم مع المملكة الاردنية والمملكة المغربية التي تترأس لجنة القدس، لاتخاذ إجراءات عربية ضد هذه الممارسات الاسرائيلية من أجل وقفها".

وانسحبت قوات الاحتلال من باحات المسجد الأقصى عند الظهر، مخلفة وراءها عشرات الاصابات، وخراباً كبيراً داخل المسجد القبلي، الذي ألقيت داخله عشرات قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي. وأفادت العيادات العاملة في الأقصى وطواقم المسعفين المحليين، بارتفاع أعداد المصابين داخل المسجد وفي محيطه إلى أكثر من 50 إصابة، غالبيتهم بالرصاص المطاطي، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق والتعرّض للضرب. ونُقل عدد من الجرحى إلى مستشفى المقاصد، بينهم شاب من مخيم شعفاط، أصيب بعيار مطاطي في وجهه، ووُصفت حالته بالخطيرة، لكنّها مستقرة.

وكانت المواجهات امتدت بعد ذلك إلى مناطق في البلدة القديمة، ما أسفر عن إصابة 3 شبان على الأقل، نتيجة تعرّضهم للضرب، بينما أصيب 5 من جنود الاحتلال في تلك المواجهات.
وأفاد أحد مسؤولي وحدة الحراسة في الأقصى، أشرف أبو ارميلة لـ"العربي الجديد"، بإصابة 13 فلسطينياً بالعيارات المطاطية وقنابل الصوت، إصابات بعضهم مباشرة في الرأس، فيما وُصفت إصابة واحدة على الأقل بالصعبة، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز الذي أطلق داخل المسجد القبلي، ما تسبب باختناق العشرات، واحتراق قطع من السجاد داخل المسجد.
ولفت إلى الاعتداء على الناشطة عبير زياد، وهي من موظفي الأوقاف، بالضرب بعد سحلها في ساحة المسجد، ونزع غطاء رأسها عنها، وضربها بوحشية، وكذلك الصحافية بيان الجعبة. كذلك، اعتدت قوات الاحتلال على مسنّ في التاسعة والستين من عمره، وتمّ سحله هو الآخر نحو باب المغاربة، في وقت طاردت فيه قوات الاحتلال المصلين في جميع الساحات وأخلت معظمهم منها، كما منعت مئات التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم داخل الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة.

وكانت قوات الاحتلال قد اعترضت طريق كل من المدير العام لأوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، ومنعتهما من دخول الأقصى قبل أن تعود وتسمح لهما بذلك، وفق ما أكده الخطيب لـ"العربي الجديد"، واصفاً ما جرى اليوم بأنه "جريمة جديدة، تعيد إلى الأذهان مجزرة الأقصى الأولى في العام 1990 والتي تصادف ذكراها الرابعة والعشرون اليوم، وهي المجزرة التي ارتقى فيها 18 شهيداً وأصيب المئات". وأضاف: "لقد تصرّفوا اليوم بوحشية متناهية باعتدائهم على المسنين والنساء، وتعدّيهم بإلقاء القنابل الحارقة داخل المسجد القبلي، ما أدى إلى اشتعال قطع من السجاد فيه، وإصابة العشرات اختناقاً بالغاز".

وفي غضون ذلك، زجّت قوات الاحتلال بأكثر من 40 متطرفاً إلى باحات الأقصى، ووفرت لهم الحماية الكاملة. وأفاد شهود عيان، باشتعال النار في أحد جنود الاحتلال بعد قذفه بمادة مشتعلة، خلال المواجهات التي أعقبت عملية الاقتحام. وبررت شرطة الاحتلال اقتحامها الوحشي للأقصى، ببيان جاء فيه: "صباح اليوم الأربعاء ومع افتتاح باحات الحرم القدسي الشريف أمام الزوار، شرع بضع عشرات من الشبان الملثمين برشق الحجارة وإلقاء المفرقعات بشكل مباشر صوب قوات الشرطة المصطفّين خارج باب المغاربة، ما حدا بتلك القوات إلى اقتحام الباحات لدفع الراشقين الى الوراء داخل المسجد الاقصى".

وزعم البيان أن "شباناً فلسطينيين وضعوا مسبقاً عدداً من المتاريس في ساحة الأقصى مع سكب مادة قابلة للاشتعال قريباً منها، إضافة إلى وضع متاريس على باب المدخل الأخير للمسجد، في ظلّ مواصلتهم رشق الحجارة والطوب باتجاه قوات الشرطة من داخل المسجد الأقصى ورشق مفرقعات ومادة سائلة باتجاه أفراد الشرطة، ما أسفر عن "حروق" وضيق بالتنفس".
واعترف البيان، بإصابة 3 من أفراد من الشرطة جراء الحجارة والمفرقعات، وتم علاجهم بالمكان، قبل أن يصاب شرطي رابع في مواجهات اندلعت في مناطق متفرقة بالبلدة القديمة.

إصابات في الضفّة

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، الشاب ليث سوقي، من قرية كفر دان غربي مدينة جنين جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحام منزله وتفتيشه والعبث في محتوياته، فيما أغلقت مدخل بلدة يعبد ونصبت حاجزاً عسكرياً تولى تفتيش المركبات والتدقيق في هويات ركابها، وفق مصادر محلية في البلدة، كما اعتقلت الشاب خالد أبو بكر بالقرب من حاجز سالم غربي المدينة.

وشهدت مدينة نابلس مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، أصيب خلالها العشرات بحالات اختناق بعد اقتحام المدينة، من عدة محاور، بحثاً عن النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس المسن أحمد الحاج علي (75 عاماً)، والذي تطارده سلطات الاحتلال وتهدد باغتياله منذ شهر يونيو/حزيران الفائت.

وقالت مصادر محلية من المدينة لـ"العربي الجديد"، إنّ قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم العين في المدينة مع ساعات الفجر الأولى، وتواجدت في منزل النائب الحاج علي وشرعت بتفتيشه والعبث في محتوياته، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، إضافة إلى الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل عشوائي.

واندلعت المواجهات في أحياء رفيديا، وشارع السكعة، وشارع عصيرة ومخيم العين. وقالت المصادر ذاتها إنّ جيش الاحتلال تمكّن من اعتقال الشابين أيمن أبو حميدان وخميس مرعي، من مخيم العين واقتادهما إلى جهة مجهولة. واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أيضاً ثلاثة أشقاء هم التوأم ميراس وأمير سباتين، وشقيقهم القاصر سهل، بعد اقتحام قرية حوسان غربي مدينة بيت لحم، وفق ما أبلغه رئيس المجلس القروي حسن حمامرة لـ"العربي الجديد".

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بعد اقتحام قوات الاحتلال لبلدة سلواد شرقي مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه منازل الأهالي. كما أحرق مستوطنون، في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، عشرات أشجار الزيتون في قرية نحالين، غربي بيت لحم.

وقال الناشط غسان نجاجرة لـ"العربي الجديد"، إنّ المستوطنين أضرموا النار في أشجار الزيتون المزروعة في قطعة أرض، ملاصقة لسياج مستوطنة "بيتار عيليلت"، المقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة. وأشار إلى أنّ الأشجار التي أُحرقت تترواح أعمارها ما بين 20 و25 عاماً، إضافة إلى أن الأراضي كانت قد تعرضت للإحراق والهجمات من قبل المستوطنين أكثر من مرة.

ذات صلة

الصورة
عائلة الخالدي تنتصر وتستعيد عقارها في باب السلسلة/سياسة/العربي الجديد

سياسة

في صراع متواصل يستهدف العقارات الوقفية في البلدة القديمة من القدس، نجحت عائلة الخالدي في استعادة عقارها في حي باب السلسلة المتاخم للمسجد الأقصى.
الصورة
صاحب الأغنام يجوب الأراضي بشكل يومي ويحميها (العربي الجديد)

مجتمع

لا يتوقف المستوطنون عن مضايقة الفلسطيني نظام معطان في مصدر رزقه بقرية برقة شرق رام الله وسط الضفة الغربية، هو الذي يواجه عنفهم منذ 15 عاماً.
الصورة

سياسة

هاجم مئات المستوطنين المسلحين قرية برقا شرق رام الله، حيث أضرموا النيران في حظيرة كبيرة لتربية الأغنام وأصابوا العديد من المواطنين بجروح
الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.