نشرت وكالة "أسوشيتد برس" تحليلاً عن الوضع السياسي في مصر، بعد عام من حكم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، والذي جاء إلى سدة السلطة بعد انقلاب عسكري في يوليو/تموز من عام 2013.
ويبدأ كاتب التحليل حديثه، بكلمات لمقدم برنامج حواري على أحد القنوات الموالية لنظام الانقلاب، والذي قال: "إما أن نكون مع السيسي أو ضد مصر"، فالسيسي، بحسب المذيع، هو مصر، والوقوف ضده خيانة.
ويرى الكاتب أنه "بعد عام على تولي الجنرال، والذي تحول إلى السياسة، السلطة إثر فوز كاسح في الانتخابات، أغلق السيسي المجال السياسي وبات يدير البلاد كعرض لرجل واحد"، بعيداً كل البعد عن صراخ الملايين المطالبة بالديمقراطية، عندما أطاحت بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عام 2011.
ويشير الكاتب، إلى امتناع نظام السيسي عن إجراء انتخابات نيابية، منذ عام 2012، فالأحزاب السياسية، بحسب الكاتب، ساكنة، ما يعني انعدام وجود سجال سياسي حقيقي، إذ يجري الاكتفاء بالقوانين التي تصدرها الرئاسة.
ويضيف الكاتب، أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل من دون محاسبة تقريباً، وسط أحاديث ناشطين حقوقيين عن عودة التعذيب وسوء المعاملة والاعتقال التعسفي بما يتجاوز عهد مبارك، فضلاً عن قانون صارم ضد التظاهر يجري العمل به منذ أواخر عام 2013.
أما في ما يخص القضاء المصري، فيرى الكاتب أنه يساند عنف الأجهزة الأمنية على نحو لم يشاهد حتى في أيام مبارك، نظراً لأحكام الإعدام الجماعية، فضلاً عن الآلاف الذين يرزحون في السجون، وبينهم مئات العلمانيين واليساريين.
ويرصد كاتب التحليل، الجدل الذي يدور حول ما إذا كان السيسي يدعم إسكات المعارضة أو أنه لا يمكنه أن يفرض إرادته على مراكز القوى العديدة في الدولة المصرية، والتي يحتاج إلى دعمها، والتي لديها جداول أعمالها الخاصة مثل القضاء والإعلام ورجال الأعمال الأثرياء والوكالات الأمنية.
وينقل الكاتب، ما قاله الصحافي المصري إبراهيم عيسى، وهو إن "أجهزة الدولة هي أكثر معارضي السيسي قوة وخطراً عليه".
ويرى الكاتب أن إطلاق "الحرب على الإرهاب" على أيدي وكالات الأمن، يغذي الرسالة الشاملة في محطات التلفزيون بأن الوقت ليس مناسباً للمعارضة.
أما المنظمات غير الحكومية التي كان متاحاً لها مساحة نسبية من العمل في ظل مبارك، فتخضع الآن، بحسب كاتب التحليل، لتدقيق أمني شديد، وتوقفت عن أنشطتها المثيرة للجدل كما غادر الكثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية البلاد.
ويرصد الكاتب بعضاً من مظاهر القمع التي باتت سمة لحكم السيسي، ومن بينها رفع علامة رابعة التي ترمز إلى تأييد جماعة "الإخوان المسلمين" التي أصبحت محظورة الآن.
ويعتبر الكاتب أن السيسي يغذي المشاعر القومية مع لمسات شخصية من جانبه، فشعاره "تحيا مصر" كثيراً ما يختتم خطبه، ورسم على طائرته الرئاسية.
ورد الصحافيون المصريون الذين كانوا يرافقونه في زيارته الأخيرة لألمانيا على دفاعه عن عقوبات الإعدام، والتي صدرت بحق إسلاميين بموجة تصفيق، وهتفوا "تحيا مصر" لمواجهة طالبة محجة كانت تهتف "إنه قاتل".
ويختم الكاتب تحليله، بما كتبه أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في مقال، قائلاً: "لقد اختفت المؤسسة التشريعية في البلاد، وتجمد النشاط السياسي ولم يتبق في المشهد سوى الرئيس".
اقرأ أيضاً السيسي في برلين: استنساخ صورة مبارك
اقرأ أيضاً الصحافة تلاحق السيسي بعد مغادرته ألمانيا: استقباله "خاطئ"
اقرأ أيضاً أردوغان: السيسي "ذو وجهين"