يبرز التفاعل بين الثقافتين، العربية والصينية، مؤخراً عبر إقامة فعاليات سينمائية وفنية وأدبية مشتركة في أكثر من بلدٍ عربي، وهو أمرٌ لا يعدّ جديداً بالنسبة إلى بكين التي اهتمت منذ منتصف القرن الفائت بالأدب العربي وترجمته، لكن ذلك بقي محصوراً ضمن علاقات الصداقة وبروتوكولاتها مع العرب.
في السنوات القليلة الماضية، تُلحظ محاولات تعكس تنوّعاً في الاختيارات وتبادل الزيارات والمجاورات بين فنّانين وكتّاب من الجانبين، ومنها افتتاح معرض "ثقافات من زوايا مختلفة" في "الحي الثقافي" (كتارا) في الدوحة بمشاركة فوتوغرافيين قطريين وصينيين.
المعرض الذي افتتح في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر ويختتم في الثلاثين منه، يأتي ضمن أنشطة برنامج العام الثقافي "قطر- الصين 2016" بتنظيم من "متاحف قطر" و"إدارة الثقافة" في مقاطعة تشيجيانغ ووزارة الثقافة الصينية، بهدف تعزيز الحوار الثقافي بين الصين وقطر ومدّ جسور التواصل بينهما، بحسب بيان المنظّمين.
تركّز صور الفنانيْن الفوتوغرافيين القطريين أحمد الخليفي وسعيد المرّي على المراعي والحقول الصينية قرب نهر لي في شمالي البلاد، والذي يشتهر بانتشار الصيد فيه بمساعدة طيور الغاق، وهو تقليد صيني عريق مارسه الصينيون أكثر من 1300 عاماً وتمحورت حياتهم حوله.
في المقابل، وثّق المصوّرون الصينيون باو ليشيا، وهوانغ زوشيانغ، وليو زهينينغ، وشو شينرونغ أنماط العمران في قطر وعادات وتقاليد مواطنيها ومشاهد من حياتهم اليومية، إضافة إلى تصويرهم مشاهد طبيعية للبحر والصحراء.
يُذكر أن معرض "ثقافات من زاوية مختلفة"، هو ثالث معرض صور تستضيفه الدوحة ضمن برنامج الأعوام الثقافية، إذ يتفاعل المصوّرون خلال رحلاتهم التي تمتدّ إلى أسبوعين يوثّقون خلالها تجاربهم بالصور في سعي لفهم نمط حياة مُغاير.