ويوضح العيساوي أن "الحفر لم يستثن أي منطقة وشمل حتى الطرق المعبدة بالإسفلت"، مشيراً إلى أن "الناحية أمّنت حدودها الشرقية مع منطقة زوبع، والجنوبية باتجاه العويسات، بسواتر ترابية لصدّ هجمات المسلّحين، والحيلولة دون دخول عجلات مفخخة إلى المنطقة".
ويحاصر مئات المسلّحين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عامرية الفلوجة، تمهيداً لاقتحامها، على الرغم من الإعلان عن وصول 100 عسكري أميركي إلى مطار الحبانية القريب من الناحية، لتدريب قوات العشائر على قتال تنظيم "الدولة"، بينما قتل آمر الفوج المكلّف بحماية الناحية، في وقت سابق، بتفجير انتحاري، مع إطلاق المسلّحين تهديدات، واتخاذهم تدابير لاقتحام الناحية خلال الأيام المقبلة.
وحذّرت إدارة عامرية الفلوجة من احتمال سقوط كربلاء ومحيط بغداد، في حال سيطر تنظيم "داعش" على الناحية، مطالبةً الحكومة بضرورة دعم القوات الأمنية المتواجدة في المنطقة، وتكثيف غارات التحالف الدولي على عناصر التنظيم، التي تحاصرها.
وقال مدير الناحية، شاكر العيساوي، إن "ارتالاً طويلة من العناصر المسلّحة تحيط بالمنطقة، التي تكتسب أهمية استراتيجية لارتباطها بمحافظات بغداد وبابل وكربلاء".
وسبق لسلطات محافظة كربلاء، المحاذية لعامرية الفلوجة، أن أعلنت البدء بإنشاء "ساتر كربلاء"، على حدود المحافظة الشمالية، التي تربط المحافظة بالناحية، المحاصرة من قبل المسلّحين، في وقت تعزز فيه القوات الأمنيّة وعناصر "الحشد الشعبي"، قبضتها على الحدود مع الأنبار، بحسب مجلس محافظة كربلاء.
من جهة ثانية، تضاربت الأنباء حول الجهة التي تقف وراء إغراق المناطق المحيطة بناحية جرف الصخر، في محافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، التي يسيطر عليها المسلّحون منذ أشهر.
وقال مصدر في شرطة المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ تنظيم "داعش" غمر القرى المحيطة بالناحية بالمياه، لمنع تقدم قوات الجيش والحشد الشعبي، التي أصبحت على مشارف جرف الصخر المحاذية لعامرية الفلوجة".
في المقابل، اتّهم أحد أبناء عشائر جرف الصخر، محمود الجنابي، في حديث لـ"العربي الجديد"، القوات الأمنية بـ"إغراق المنطقة، لدفع السكان والمسلّحين لإخلائها، في حال قطع الماء والغذاء والوقود عنها، بعد غرق جميع الطرق المؤدية للناحية".