ظريف: وساطة سويسرية عُمانية للحوار مع أميركا

08 اغسطس 2018
ظريف نفى تبادل رسائل بين الطرفين (إيفريم آيدين/الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن كلا من سلطنة عمان وسويسرا طرحتا على إيران عرضاً للوساطة يرتبط بالحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن "التفاوض معها غير وارد وغير موجود"، نافيا كذلك تبادل رسائل بين الطرفين.

وفي حوار نشرته صحيفة إيران الحكومية صباح الأربعاء، أشار ظريف إلى أن "طرح الوساطة أمر طبيعي، فالسفارة السويسرية في إيران تمثل المصالح الأميركية لديها، وقد تباحثت مع المعنيين في البلاد طيلة الأعوام التسعة والثلاثين الماضية، ومازالت تفعل ذلك". 

وذكر كذلك أن بعض الأطراف الإقليمية، وخاصة سلطنة عمان، لا تريد استمرار الوضع الراهن، وتحاول القيام بخطوات لمنع تصاعد حدة الأزمة.

واعتبر ظريف أن أميركا التي انسحبت من الاتفاق النووي لم تعد محل ثقة المجتمع الدولي، مؤكدا أن "طهران من طرفها لا ترفض الحوار ولا التفاوض بشكله العام، لكنه على الأقل يجب أن يتمتع بشروط ومواصفات"، حسب تعبيره. 

ورأى وزير الخارجية الإيراني أن واشنطن فتحت حربا اقتصادية ودعائية ونفسية ضد بلاده منذ ما يقارب أربعة أشهر، وهو ما ترك تأثيرات على المجتمع في الداخل، إلا أنه اعتبر أن "طهران اختبرت ظروفا أشد خلال العقود الأربعة الماضية، وستكون قادرة على تجاوز الصعوبات الراهنة". 

وفيما يتعلق بحزمة الحظر الأميركية الثانية التي ستطبق على طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني، وستستهدف النفط الإيراني، قال ظريف إن الأطراف الأوروبية تواصلت مع دول ثانية لرفع نسبة وارداتها النفطية من إيران، موضحا أن "الدول التي تواصلت معها أميركا وطلبت منها وقف شراء النفط الإيراني لم تقبل ذلك".

 

ورغم ذلك، اعتبر الوزير الإيراني أن الخطوات التي اتخذتها الأطراف الأوروبية الباقية في الاتفاق بهدف الحفاظ عليه "مازالت غير كافية ولا تصل لسقف توقعات طهران"، قائلا: "إنهم ومع ذلك مازالوا يتحركون بالاتجاه الصحيح".

وفي الشأن الإقليمي، جدد ظريف التأكيد على سعي طهران لـ"ترميم العلاقات مع السعودية والإمارات والبحرين"، موضحا أنها كانت قد اقترحت "تشكيل مجمع حوار مع الدول الخليجية بهدف تحقيق التقارب والاستقرار".

العبرة النووية

في سياق متصل، اعتبر وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أن "الحوار النووي الذي استمر لاثني عشر عاما، وأسفر عن اتفاق صكته الأمم المتحدة، أعقبه انتهاك تاريخي من قبل الشيطان الأكبر"، معتبرا أن "هذا يجب أن يكون درسا وعبرة ليفهم الجميع حجم العداء الأميركي للإيرانيين".

ونقلت مواقع إيرانية عن حاتمي قوله أيضا إن "أعداء إيران يحاولون قض مضجعها من جهة الحدود، ومن خلال إثارة بلبلة في دول جارة، إلى جانب شن حرب اقتصادية تستهدف الجمهورية الإسلامية"، مضيفا: "من الواضح أن هذه الأطراف سخّرت كل إمكاناتها لتستهدف النظام الإسلامي بوسائل سياسية واقتصادية وثقافية ونفسية".

الرد على الخيار العسكري 

أما المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، فأكد أن "أي تهديد عسكري قد تواجهه إيران سيقابله رد صعب".

ونقلا عن وكالة "تسنيم"، ذكر شريف أن "إيران ستحول التهديدات والحصار الذي تتعرض له إلى فرص، وستكون قادرة على تجاوز الوضع الراهن"، مؤكدا هو الآخر أن الحرب الإعلامية على بلاده تترافق وأخرى اقتصادية تستهدفها من الداخل، كما اعتبر أن "التصعيد الاسرائيلي ضد طهران ناتج عن ضعف لا قوة،" وأن "إسرائيل تتحرك نحو الزوال". 

وكانت العقوبات الأميركية ضد طهران إثر انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي قد دخلت حيز التنفيذ العملي أمس الثلاثاء، وتحاول البلاد أن تحصل على ضمانات لشراء نفطها قبيل وصول الحزمة الثانية منها. 

كما رفض المسؤولون الإيرانيون العرض الذي جاء على لسان ترامب الذي اقترح تفاوضا غير مشروط، مشككين بالنوايا الأميركية، وواضعين شروطا أمام واشنطن للعودة لطاولة التفاوض، تتلخص بوقف العداء وإلغاء العقوبات والعودة للاتفاق النووي.