08 يوليو 2019
طموح ضليل
ماء العينين بوية (المغرب)
يفتتح صاحب "العبودية المختارة"، كتابه بالقول أنّ"كثرة الأمراء سوء، كفى سيد واحد، ملك واحد".
هذا ما يرغب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قوله للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وللعائلة السعودية وللسلطة الدينية، ولإيران أيضا؟ سيد في أسرته، وسيد في دولته وحكمه، وسيد في منطقته. ولكي يصدّقه العجوز وليحقق مآربه، يبدو أنّ عليه دفع كثير من ماله ومن سيادته.
وجد الأمير في دعم العجوز الأصفر سندا لتولي الملك دون بني عمومته وأخوته الأكبر شأنا ودراية، ففي رحلته هذه إلى واشنطن وما قبلها، تذكرت رحلة امرؤ القيس طلبا لمؤازرة قيصر الروم لاسترداد ملك أبيه، بعد أن قتله بنو أسد، فالملك صوري والقبائل رفضت وصاية شاعر بلا عصبة ولا نفوذ، فانتقل ضليلا، يبحث عن حلم يحققه قيصر الروم، فمات مسموما دون ذلك كما قيل أو أصابه الجدري في تخوم أنقرة.
كما تذكرت استقدام سيف ذي يزن الفرس كي يسترد اليمن ويطرد الأحباش، فحكم بعدها بضع سنوات مقدّما جزية للفرس، ثم مات مغتالا، ليحكم الفرس اليمن بعده باسم ولده. وتكرّرت الحالة في الشام مع أمراء الأيوبيين واستعانته بالصليبيين ضد بعضهم، أو في الأندلس مع ملوك الطوائف وممالك شمال الأندلس، ومع أمراء السعديين واستعانة فرقائهم بالعثمانيين من جهة، والبرتغال من جهة أخرى، أو الشريف حسين وحلم الخلافة العربية الهاشمية والاستعانة ببريطانيا.
يعاود بن سلمان القصة، مع فارق الاختلافات، والواقع في التاريخ، فالأمير يرى في ترامب ورقة البلوغ إلى كرسي العرش وإلى سيادة المنطقة ولجم النفوذ الإيراني، وهو في تحمسه الضال يجاهر أيضا بشروط الخضوع، التقرب لإسرائيل، تسويق الصفقة، شيطنة الإخوان المسلمين، والتبرؤ من عباءة السلفية الوهابية، فكم من عدو صنع لنفسه قبل الوصول إلى عرشه حتى؟
في سنوات ولاية العهد، ما الذي نجح الأمير في صنعه، غير وعود الرؤية الثلاثينية، ومحاربة الفساد المزاجية، وعاصفة الحزم التي ارتدت صواريخاً تهدد الرياض كسابقة لم تشهدها المملكة منذ التأسيس؟
ربما مع فشله في ملفات عدّة، يسابق الأمير الزمن، لكسب دعم العجوز الأصفر ليعلنه حاكما على الرياض، قبل أن تتحرّك رمال التذمر والمعارضة، فتزيحه من السلطة بهدوء كما سبق أو بعنف، كما سبق وأن حدث في مسيرة آل سعود.
حتى وإن انتصر الفتى على خصومه، ووطد دعائم ملكه، فلن يكون إلا بوصاية بالغة الأجر، خصوصا من رصيد المملكة المعنوي، في قضية الأقصى المحورية، في التحالف الثنائي بين عصبية الأسرة والمذهب وانعكاسه على نسيجها الاجتماعي المتعدد، وسيجد الأمير نفسه بعد أعوامٍ قد ضلّ الطريق الصحيح لملكه ومملكته.
هذا ما يرغب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قوله للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وللعائلة السعودية وللسلطة الدينية، ولإيران أيضا؟ سيد في أسرته، وسيد في دولته وحكمه، وسيد في منطقته. ولكي يصدّقه العجوز وليحقق مآربه، يبدو أنّ عليه دفع كثير من ماله ومن سيادته.
وجد الأمير في دعم العجوز الأصفر سندا لتولي الملك دون بني عمومته وأخوته الأكبر شأنا ودراية، ففي رحلته هذه إلى واشنطن وما قبلها، تذكرت رحلة امرؤ القيس طلبا لمؤازرة قيصر الروم لاسترداد ملك أبيه، بعد أن قتله بنو أسد، فالملك صوري والقبائل رفضت وصاية شاعر بلا عصبة ولا نفوذ، فانتقل ضليلا، يبحث عن حلم يحققه قيصر الروم، فمات مسموما دون ذلك كما قيل أو أصابه الجدري في تخوم أنقرة.
كما تذكرت استقدام سيف ذي يزن الفرس كي يسترد اليمن ويطرد الأحباش، فحكم بعدها بضع سنوات مقدّما جزية للفرس، ثم مات مغتالا، ليحكم الفرس اليمن بعده باسم ولده. وتكرّرت الحالة في الشام مع أمراء الأيوبيين واستعانته بالصليبيين ضد بعضهم، أو في الأندلس مع ملوك الطوائف وممالك شمال الأندلس، ومع أمراء السعديين واستعانة فرقائهم بالعثمانيين من جهة، والبرتغال من جهة أخرى، أو الشريف حسين وحلم الخلافة العربية الهاشمية والاستعانة ببريطانيا.
يعاود بن سلمان القصة، مع فارق الاختلافات، والواقع في التاريخ، فالأمير يرى في ترامب ورقة البلوغ إلى كرسي العرش وإلى سيادة المنطقة ولجم النفوذ الإيراني، وهو في تحمسه الضال يجاهر أيضا بشروط الخضوع، التقرب لإسرائيل، تسويق الصفقة، شيطنة الإخوان المسلمين، والتبرؤ من عباءة السلفية الوهابية، فكم من عدو صنع لنفسه قبل الوصول إلى عرشه حتى؟
في سنوات ولاية العهد، ما الذي نجح الأمير في صنعه، غير وعود الرؤية الثلاثينية، ومحاربة الفساد المزاجية، وعاصفة الحزم التي ارتدت صواريخاً تهدد الرياض كسابقة لم تشهدها المملكة منذ التأسيس؟
ربما مع فشله في ملفات عدّة، يسابق الأمير الزمن، لكسب دعم العجوز الأصفر ليعلنه حاكما على الرياض، قبل أن تتحرّك رمال التذمر والمعارضة، فتزيحه من السلطة بهدوء كما سبق أو بعنف، كما سبق وأن حدث في مسيرة آل سعود.
حتى وإن انتصر الفتى على خصومه، ووطد دعائم ملكه، فلن يكون إلا بوصاية بالغة الأجر، خصوصا من رصيد المملكة المعنوي، في قضية الأقصى المحورية، في التحالف الثنائي بين عصبية الأسرة والمذهب وانعكاسه على نسيجها الاجتماعي المتعدد، وسيجد الأمير نفسه بعد أعوامٍ قد ضلّ الطريق الصحيح لملكه ومملكته.