طفل فلسطيني يحفظ تراث الفخّار

16 مارس 2014
+ الخط -
يقف الطفل الفلسطيني الصغير قُصيّ، (خمس سنوات)، إلى جوار والده ليساعده أمام آلة خلط الطين في ورشة صغيرة بمدينة عزة.

يبدأ الأب، مصطفى عطا الله، تشكيل الطين بيديه ليصنع منه آنية فخارية بالطريقة التقليدية، ثم يجلس الصغير قصيّ أمام الاسطوانة التي يحرّكها بقدمه ليحذو حذو والده، لكن بعض الأواني والأطباق التي يشكلها الطفل لن تعرف طريقها إلى السوق، لأن الصغير ما زال في بداية الطريق نحو إتقان الحرفة.

وقال قصيّ داخل الورشة: "أحببتُ هذه الصنعة واشتغلت بها وتعلّمتها من سيدي (جدي)، وهي ليست صعبة، كما أنها صنعة جيدة، وهي من التراث الفلسطيني".

وذكر الأب، مصطفى، أن ابنه الصغير يتدرب على تشكيل قطع صغيرة من الفخار إلى أن يجيد الحرفة. ويقول سكان غزة إن أسرة عطا الله من العائلات القليلة في القطاع التي لا تزال تصنع آنية الفخار الفلسطينية التقليدية.

يجمع عطا الله الطين من الأرض ويخلطه بالماء في حوض عن طريق وطئه بالأقدام ليمتزج، ثم يتركه ليجفّ منه الماء الزائد بعد إزالة الشوائب الطافية على سطحه في الحوض، ويوضع الطين بعد ذلك في آلة ليصير عجيناً متماسكاً قابلاً للتشكيل.

وذكر مصطفى عطا الله أنه يحرص على تعليم حرفة صناعة الآنية الفخارية يدوياً لابنه الصغير لأنها تكاد تندثر.

وقال: "أنا أشجعه أن يستمر في هذه الحرفة كما شجعني أبي، فعلينا أن نحافظ عليها كتراث فلسطيني حتى لا تنقرض، لأن صناعة الفخار قد انقرضت عملياً، فبعدما كان صانعو الفخار قديماً يتراوح عددهم من 40 إلى 50 فاخوراً (صانع فخار)، هم اليوم يعدون على الأصابع، ولم يبق غيرنا يتمسك بهذه الصنعة، ونحاول أن نعلّم أبناءنا".

وتواجه الآنية الفخارية منافسة شرسة من المنتجات المشابهة المصنوعة من البلاستيك، كما تمنع إسرائيل تصدير منتجات الفخار إلى خارج غزة، ضمن إجراءات الحصار التي تفرضها على القطاع.

المساهمون