ضجة حول موظفين حكوميين أميركيين يتقاضون رواتب بلا عمل

12 اغسطس 2014
مبنى مكتب تسجيل براءات الاختراع (عن واشنطن بوست)
+ الخط -

كشف تحقيق إداري داخلي أجرته وزارة التجارة الأميركية على مدى عامين كاملين مع مسؤولين وموظفين في "مكتب تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية" التابع لوزارة التجارة، أن حوالي نصف العاملين في المكتب (عدد العاملين 8300 موظف)، يتقاضون أجوراً من الحكومة الفدرالية الأميركية من دون أن يقدموا انتاجاً يذكر، مستغلين برنامجاً إدارياً ابتكره المكتب هو "العمل من المنزل"، أو العمل عن بعد. وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى للتوسع في نظام "العمل عن بعد" ولكن حماسة الإدارة خفتت في هذا الجانب بسبب تزايد التقارير عن استغلال الفكرة لسرقة أموال دافعي الضريبة الأميركيين.

ويعود الفضل في إجراء التحقيق في وزارة التجارة إلى المبلغين المجهولين عن المخالفات وهم من يطلق عليهم في النظام الإداري الأميركي whistleblower. حيث يشجع النظام الإداري للحكومة الفدرالية على التبليغ عن أخطاء أو مخالفات يرتكبها الموظفون العموميون وفي الغالب من يتولى التبليغ عن المسؤولين الموظفون أنفسهم أو زملاؤهم إذا كان من يرتكب المخالفة هو من بين الموظفين.

وقائع الفساد

ويتضمن التحقيق الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اتهاما لمسؤولي مكتب تسجيل براءات الاختراع بالتواطؤ مع أولئك الذين يعملون عن بعد بدوام كامل ويزورون في عدد ساعات العمل، بل إن بعضهم وفقا للتقرير الأولي يتقاضى علاوات ومكافآت على ساعات يقضيها في قراءة الكتب وغسل الملابس.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير تم رفعه إلى المفتش العام لوزارة التجارة الأميركية تود زينسر، تضمن وقائع مخيفة من الفساد لكن مسؤولي مكتب براءات الاختراع نجحوا في اختصاره من 32 صفحة إلى 16 صفحة لحذف بعض الوقائع زاعمين أنه يستحيل على المكتب التأكد من صحة مزاعم المبلغين الأمر الذي أغضب المفتش العام قائلا لهم "لقد كان أملنا أن نحصل منكم على تقرير واف بدون انتقاء ولكن تقريركم هذا لم يعرض المشكلة كما هي، ولهذا سوف يتولى مكتبي إعادة التحقيق من جديد".

تجدر الإشارة إلى أن مكتب فحص وتسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية رغم الجيش الهائل الذي يملكه من الفاحصين إلا أن طلبات التسجيل فيه يطول الرد عليها إلى أن وصلت مدة الانتظار إلى أكثر من خمس سنوات. وأمام المكتب حاليا أكثر من 600 ألف طلب تسجيل يفترض أن يتولى جيش الفاحصين إنجازها، ولكن نظام العمل من المنزل لا يتيح المجال للإنجاز وفقا لمنتقدي هذا النظام.

موظفون بلا مؤهلات

ويتقاضى الفاحصون رواتب عالية تصل إلى 148000 دولار أميركي سنويا ويفترض أنهم يحملون شهادات دكتوراة أو تخصصية  في المجالات التي يتولون فحصها ولكن أتضح عكس ذلك إذ إن بعضهم غير مؤهل بما فيه الكفاية وعجز عن الإجابة عن أسئلة بديهية في المجالات التي يفحصون المخترعين فيها، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

ولأن تقنيات الحاسوب تسمح حاليا بمعرفة عدد ساعات العمل أمام جهاز الكمبيوتر فإن أحد فاحصي براءات الاختراع ابتكر طريقة جديدة لتزوير عدد ساعات العمل وهي استخدام برنامج لتحريك فأرة الحاسوب ليظهر لدى رؤسائه وكأنه فاتح الجهاز.

ولكن بعض الموظفين الذين يعملون من منازلهم الكائنة في ولايات بعيدة مثل كاليفورينا أو غيرها لم يكونوا ملزمين حتى بالدخول إلى شبكة المكتب عبر الانترنت ولا يمكن معرفة عدد ساعات دوامهم بالتحديد.

ومن المتوقع أن يتولى مكتب المفتش العام في وزارة التجارة مطالبة بعض العاملين بدفع ما تقاضوه من أموال دافعي الضريبة دون وجه حق في واحدة من أكبر عمليات الفساد الإداري إضراراً بسمعة الحكومة الفدرالية الأميركية.

المساهمون