صناع "رسائل من اليرموك" يطالبون بمشاهدة الفيلم

15 مايو 2015
+ الخط -


طالب عازف البيانو الفلسطيني أيهم أحمد، القائمين على الفيلم الوثائقي "رسائل من اليرموك" بمنحه حق مشاهدة الفيلم الذي شارك في صناعته مع المصور الفلسطيني تيراز سعيد.


وكتب أيهم على صفحته في "فيسبوك" مؤكدا على حقه في مشاهدة النسخة الكاملة من الفيلم على اعتباره أحد صانعيه الذين مازالوا على قيد الحياة، حتى لو كان تحت الحصار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في ضواحي العاصمة السورية دمشق.

وأوضح أنه تواصل عدة مرات مع مخرج الفيلم رشيد مشهراوي، لكنه لم يجبه إجابة شافية، رغم أنه تولى إعداد الموسيقى التصويرية للفيلم.

الحكاية من بدايتها، أن تيراز سعيد، وهو مصور فوتوغرافي فلسطيني، لم يستطع البقاء بعيدا عن منطقته التي عاش وترعرع فيها، فقرر العودة إلى "مخيم اليرموك" ليسجل ويوثق بكاميراته الفوتوغرافية ما تبقى من سجلات للفلسطينين في المخيم، معتبرا أن حصاره داخله لن يمنعه من تحرير الصور التي يلتقطها كل يوم ويسجل من خلالها يوميات الحياة الحاضرة الغائبة عن العالم الخارجي.

ذاع صيت تيراز سعيد، وخصوصا لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج، ونشرت عنه العديد من التقارير التلفزيونية، بل أكثر من ذلك، استطاعت صوره أن تشارك في معارض فنية في القدس ورام الله، بل وتفوز في مسابقة الأونروا السنوية للتصوير الضوئي في غزة، من خلال صورته الشهيرة التي حملت عنوان "الملوك الثلاثة" والتي تحكي عن الأطفال الثلاثة الذين كانوا ينتظرون موافقة للخروج من حصار المخيم للحصول على علاج من المرض الجلدي الذي أصابهم نتيجة انعدام الرعاية الطبية داخله.


ولأن الصورة أهم من ألف كلمة، بدأ التعاون بين تيراز سعيد ولميس الخطيب وعازف البيانو وصاحب فرقة "شباب اليرموك" أيهم أحمد، مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، لصناعة فيلم يحكي عن معاناة ما تبقى من سكان في مخيم اليرموك من خلال رسائل يطلقونها إلى العالم ويعبّرون من خلالها عن معاناتهم اليومية.

بعد أن أتم رشيد مشهراوي وضع لمساته الأخيرة على الفيلم الذي كابد من في المخيم لصناعته، لبس الأخير قبعته الإفرنجية وحمل حقيبة سفره جائلا في مهرجانات العالم ليعرض "رسائل من اليرموك.. أنقذوا ضمائركم"، فمن مهرجان دبي السينمائي إلى مهرجان حقوق الإنسان في جنيف إلى القاهرة ومالمو في السويد، وغيرها، ضاربا عرض الحائط بحقوق هؤلاء الشباب وغيرهم ممن مازالوا تحت الحصار.

لم يتكلم مشهراوي عنهم في المحافل السينمائية أو حتى يرد بكلمة واحدة على الرسائل الإلكترونية التي أكدوا أنهم قاموا مرارا وتكرارا بإرسالها إليه، ليطلبو منه نسخة من العمل لا أكثر.

يتواصل أيهم أحمد عبر "سكايب" مع العالم الخارجي منذ بداية الحصار وحتى اليوم، وينظم حفلات فنية لفرقته "شباب اليرموك" بنفس الطريقة، وهو بصدد إقامة حفلات في النمسا والأردن والجزائر، وتم تكريمه في أبريل/نيسان الفائت من قبل مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" الذي يقام في العاصمة الألمانية برلين، وذلك للدور الهام الذي قدمه في إيصال صوت المخيم إلى العالم.

مضى عام ونيف على خروح فيلم "رسائل من اليرموك" للنور، ومع ذلك لم يكن له أي صدى إنساني أو حتى سياسي يذكر لخدمه هؤلاء المحاصرين، بقدر ما كان له صدى سينمائي خدم مخرجه رشيد مشهراوي الذي لم يكلف خاطره برسالة رد على هؤلاء الشباب.

المساهمون