ويمثل ملف معتقلي تنظيم "داعش" السعوديين عامل إحراج كبير للرياض؛ بسبب ارتفاع عددهم مؤخرًا في العراق، وضغط أحزاب عراقية مختلفة لرفع دعاوى قضائية ضد السعودية في محاكم دولية بتهم الإرهاب.
ووفقًا لحديث المسؤول العراقي ذاته، فإنه "تم الاتفاق على تسليم السعودية مواطنيها المعتقلين بتهم الإرهاب الموجودين في سجن الحوت بمحافظة ذي قار، جنوب العراق، بعد الاتفاق على تشكيل لجان من وزارات العدل والداخلية والأمن الوطني، بدأت عملها لتهيئة إتمام الاتفاق"، موضحًا أن هذه اللجان ستقوم بزيارات ميدانية لسجن الحوت خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى أن إطلاق سراح السعوديين الذين اعتقلوا، وحوكم بعضهم بتهمة الإرهاب، سيتم بناءً على صفقة عراقية – سعودية تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأخيرة إلى السعودية.
وأوردت وكالات أنباء عراقية مقربة من الحكومة، أمس الثلاثاء، أن وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، اتفق مع نظيره السعودي على إطلاق سراح عراقيين اعتقلا في السعودية في وقت سابق، موضحة أن السلطات العراقية ستفرج عن العراقي راشد المقدسي وشخص عراقي آخر بعد عيد الفطر.
وأشارت إلى أن وزير الداخلية العراقي اتفق مع الجانب السعودي على مراجعة ملفات العراقيين المعتقلين في السجون السعودية من أجل حل قضاياهم وإعادتهم إلى العراق، موضحة أن عدد العراقيين المعتقلين في السعودية يبلغ 114 شخصًا.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، الشهر الماضي، إن السلطات العراقية اعتقلت مواطنًا عراقيًّا يعمل متعهدًا للعمرة، يدعى راشد المقدسي، مطالبة بالإسراع في إطلاق سراحه، فيما أكدت وسائل إعلام أن الأمن السعودي اعتقل المقدسي أثناء دعائه لمليشيا "الحشد الشعبي".
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني أن العراق خرج عن الحياد من الأزمة الخليجية بعد زيارة العبادي الأخيرة للسعودية، موضحًا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة العراقية تحاول الاستفادة من الأزمة الراهنة لتحقيق بعض المكاسب.
وأضاف: "يبدو أن الحديث عن قرب إطلاق سراح سعوديين معتقلين في العراق، بالتزامن مع حديث آخر عن إطلاق سراح عراقيين مؤيدين للحشد الشعبي من السجون السعودية، يشير إلى وجود صفقة سياسية بين الجانبين"، متوقعًا أن يتعرض العبادي لانتقادات برلمانية وسياسية داخلية إذا أقدم على هذه الخطوة، بسبب وجود عشرات المعتقلين السعوديين المتهمين بالإرهاب في السجون العراقية الذين يتطلب الإفراج عنهم عفوًا خاصًّا أو إعادة محاكمة.
ويوجد نحو 75 معتقلًا سعوديًّا في العراق، حكم عليهم بمدد متفاوتة، ويقبعون في سجن الحوت جنوب العراق، ووفقًا لمسؤولين عسكريين عراقيين، فإن عدد المعتقلين السعوديين في العراق زاد خلال العام الماضي مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدن العراقية من سيطرة تنظيم "داعش".