واستفاق أهالي المناطق الحدودية في رفح الفلسطينية، اليوم الخميس، على ضخ الجيش المصري كميات كبيرة جداً من مياه البحر على الحدود، ما أحدث مزيداً من التشققات في الأرض، وزاد من مخاوف الفلسطينيين من انهيار منازلهم وتصدعها، خاصة في منطقة تعرضت مسبقاً لعشرات الغارات الإسرائيلية العنيفة.
وقال إياد البزم، الناطق باسم داخلية غزة، في مؤتمر صحافي، إنّ مواقع الأمن الوطني تضررت، وبات من الصعوبة تحرك القوات على الحدود للقيام بمهامها، "ما يهدد أمن واستقرار الحدود الجنوبية للقطاع، وبات يصعب ضبطها في هذه الظروف".
ولفت البزم إلى أنّ المشروع المصري لإغراق الحدود مع غزة، مشروع تدميري لا مبرر له على الإطلاق، خاصة أنّ الأنفاق على جانبي الحدود متوقفة عن العمل منذ أكثر من عامين، بعد أن قام الجيش المصري بردمها وإغلاقها جميعاً، وأقام المنطقة العازلة.
وطالب البزم، باسم داخلية غزة، القيادة المصرية بالوقف العاجل لهذا المشروع الكارثيِ، الذي من شأنه أن يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، ويجلب المزيد من المعاناةِ لسكان القطاع، مبيناً أنّ الاتصالات التي تمت مع الجانب المصري حول الموضوع لم يكن لها أي نتيجة حتى الآن.
ووصف البزم المشروع المصري لإغراق حدود غزة "بالانقلاب على قيم العروبة والجوار"، وبالانتهاك الصارخ للمواثيق والقوانين الدولية، مؤكداً أنّ غزة كانت تأمل من مصر خطوات تكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي، وليس العكس.
وبدأ الجيش المصري، قبل أقل من شهر، تحت غطاء من السرية، تنفيذ مشروعه الهادف إلى إغراق الحدود مع غزة، وهو ذات المشروع الذي وجد ارتياحاً في إسرائيل، التي بات بعض قادتها يدعون الجيش الإسرائيلي إلى القيام بخطوات مماثلة على الحدود مع غزة.
وسبق أن أعلنت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، رفضها للمشروع المصري لإقامة برك للمياه المالحة على طول حدود قطاع غزة، في وقت أكدت فيه إجراء اتصالات مع الجانب المصري لإيقاف المشروع.
وقال أبو زهري، إنّ المشروع المصري "يمثل خطورة كبيرة على المياه الجوفية، وتهديداً لعدد كبير من المنازل على الجهة الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّ "حماس" أجرت اتصالات رسمية مع القاهرة لوقف هذه الخطوة، معرباً عن أمله في أن تستجيب مصر لطلب الحركة.
اقرأ أيضا: إسرائيل تخشى فتح جبهة ثالثة من غزة