في شفشاون، المدينة الزرقاء الواقعة في الشمال، والتي تحمل لقب "عاصمة الشعر" منذ خمسين عاماً، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثلاثين من "المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث"، وتستمر يومين.
تعتبر شفشاون رمزاً للحضارة الأندلسية، وتبقى المدينة القديمة بهندستها وأزقتها الضيقة والمتعرجة ولونها الأزرق الأثير، إحدى أكثر مدن المغرب فرادةً.
يشارك في الأمسيات عدد من الشعراء المغاربة، من بينهم عبد الكريم الطبال؛ ابن المدينة، إضافة إلى محمد الشيخي وأحمد بنميمون وإيمان الخطابي ومحمود عبد الغني ووداد بنموسى وعبد الحميد جماهري وعبد الهادي السعيد وحسن الوزاني وسكينة حبيب الله وعبد الجواد الخنيفي ومحمد أحمد بنيس وعبد القادر وساط وثريا ماجدولين وعبد السلام الموساوي ومحسن أخريف وإكرام عبدي، وغيرهم من الشاعرات والشعراء الذين ينتمون إلى أجيال وحساسيات مختلفة.
ندوة المهرجان المحورية عنوانها "الشعر المغربي وسؤال الأجناس"، يؤطرها النقاد بنعيسى بوحمالة ومحمد بودويك وحورية الخمليشي ومخلص الصغير. ويفترض أن تناقش الندوة وضع هذا الجنس الأدبي اليوم في المغرب بين بقية الأجناس التعبيرية الأخرى التي طغت عليه وجعلته يعرف نوعاً من التراجع، سيما في ما يتعلق بمستويات التداول، من نشر وتوزيع وقراءة.
تشرف على تسيير هذا المهرجان "جمعية أصدقاء المعتمد بن عباد" التي يرأسها الشاعر عبد الحق بنرحمون. وباستثناء الدعم البسيط الذي يصلها من بعض الجهات، تعمل هذه الجمعية بنوع من النضال كي لا يموت مهرجانها، وكي يبقى للشعراء مكان يجتمعون فيه ويقرؤون قصائدهم ويناقشون سبل الحفاظ على هذا الفن في زمن تدعم الجهات الرسمية ومؤسسات الرعاية ووسائط الإعلام كل الطرق الفنية والتعبيرية الأخرى ما عدا ذلك الذي يفضي إلى الشعر.