شباب يهرب من الحرب إلى الـ Break Dance

28 فبراير 2014
شباب يهربون من الحرب إلى الـBreak Dance
+ الخط -

كان أوّل ظهور لرقص الـ Break Dance في الضواحي الفقيرة في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً في المجتمعات الأفريقية - الأميركية والبورتوريكية في مدينة نيويورك في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.

كان ممارسوه من الشباب المستمتعين بثقافة الـ"هيب هوب" التي نشأت في المناخ ذاته. ثقافة تضمّ موسيقى ورقصاً وطريقة لباس معارضة للمجتمعات المتمسكة بمبادئها التقليدية. فكان الـ"جينز" والقمصان الواسعة والجزمات الجلدية. وتطوّر هذا النمط من الرقص خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ليصل إلى المدن الكبيرة في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن ينتقل الى باقي الدول.

بعدما ارتفعت إيجارات المسارح في بيروت في ظل الأوضاع الأمنية الساخنة وتراجع الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة وعدم توفر فرص عمل للشباب، اختار شباب لبنانيون وسوريون رقص الـBreak Dance وسيلةً للخروج من منطق الغضب والحرب. واختاروا شارع الحمراء في بيروت، المعروف بتنوعه الفني والثقافي والاجتماعي، ليمارسوا هذه الهواية كل ليلة.

تلخّص طريقة رقص هؤلاء الشبّان بما يعرف بـ"حركات الموت" بسبب صعوبتها وخطورتها. لكن لا دماء تسيل. لا قتلى أو جرحى. و"المعركة" هي بمن يمكنه أن يستمر بالدوران رقصاً.

بدأت مسيرة الشاب السوري مهنّد (25 عاماً) في الـBreak Dance عام 2004 في سوريا، بعدما أُعجِبَ بحركات راقصي فيديو كليبات عربية. فبدأ بتقليد هذه الحركات وصار يتمرّن وحيداً في المنزل بلا مدرّب، حتّى آذى كتفيه ورجليه ولم يعد بإمكانه ممارسة هذا الفنّ لسنتين.

في العام 2007 كان أوّل ظهور لمهنّد في الشارع مستعرضاً تلك الحركات في تحدّ لمجتمع يعتبره وأمثاله خارجين عن التقاليد الاجتماعية. يقول لـ"العربي الجديد": "كنت أُتعرّض لاعتقالات تعسّفية أثناء العرض ويُطلق سراحي بعد العديد من التدخلات. لذلك تركت سوريا وجِئت إلى لبنان". ويؤكد أن دخله المالي يأتيه حالياً من حفلات وأعراس يرقص فيها.

في السياق نفسه، يشرح الشاب اللبناني محمد علي (16 عاماً) لـ"العربي الجديد" كيفية دخوله عالم الـ"Break Dance ". يقول: "لو لم تكن جزءاً من حياتي لكنت أصبحت إنساناً عصبياً لا يُطاق". بالنسبة إليه، بدأت العملية كتحد. أراد التأكيد أنّه بارع في رياضةٍ خاصّة به. ثم تطورت تجربته من موهبة إلى احتراف بعدما بات يشارك في مسابقاتٍ كبيرة ودولية. ويأمل محمد علي أن يصل إلى العالمية يوماً ما.

ولهذا الفن قوانين تتلخص بالتالي: الاحترام، المصافحة، عدم تقليد حركات الآخرين، والابتكار. كما يُمنع منعاً باتاً الأذى الجسدي أو اللفظي.

يختم مهنّد: "أنفّس عن غضبي هنا، منذ تسع سنوات إلى اليوم. بعدما هجرتني فتاة أحببتها لخمس سنوات، لم أجد طريقة كي أقف على رجليّ من جديد إلا من خلال الـBreak Dance. كنت أبكي وأرقص في الوقت ذاته".

دلالات
المساهمون