وأكد القيادي في حزب حركة "النهضة"، أسامة الصغير، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن في فوز سعيد العديد من الرسائل، أبرزها أن "الشعب التونسي يريد أن يدعم القوى التي تتبنى مطالب الثورة ويريد استكمال الشعارات التي رفعت ويحارب الفساد"، مبينا أن الأمر لا يتعلق ببرنامج أحزاب أو حكومات، بل بالشعب التونسي الذي يميز بين الجهات الحقيقية التي ستعمل على محاربة الفساد وغيرها.
وبيّن أن ما حصل هو "إحياء لروح الثورة التونسية، وهو ما تجسد من خلال شارع بورقيبة ليلة أمس، الأمر الذي يدحض إشاعات أن هذا الشعب سئم من الانتظار، ولكن يتضح أنه لا يزال لديه أمل في المسار الديمقراطي"، مبينا أن من احتفلوا ليسوا الشباب فقط، بل من أغلب العائلات التونسية صغارا وكبارا، وأن استكمال الثورة لا يزال أحد أبرز مطالب الشعب التونسي.
من جهته، قال القيادي في "التيار الديمقراطي"، غازي الشواشي، إن "انتصار وفوز سعيد كان ساحقا، ولا يحسب لسعيد وحده بل للشعب التونسي"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن من "صوّتوا لسعيد يرفضون أيضا المرشح الثاني نبيل القروي، على أمل أن يلتقط المرشح الفائز الرسائل وهذا الدعم ويحيط نفسه بفريق من الأكفاء".
وأوضح الشواشي أنه "يمكن بهذا الفوز إحياء دور رئيس الجمهورية ليصنع من المنصب منصبا هاما في ضمان علوية الدستورية والقانون والتدخل متى تطلب الأمر ويمكن بقوة الشخصية والمقترحات أن يلعب دورا كبيرا حتى في الأزمات والمسائل الاجتماعية والاقتصادية".
ومضى قائلا "سجّلنا هذه المرة عودة قوية للشباب الذي صوّت بعفوية ومن أجل تونس أخرى وللحرية وللديمقراطية"، مشيرا إلى أن "الصلاحيات الكبرى ستكون في مجلس نواب الشعب، وهي معركة أخرى سيتم خوضها بقوة واقتدار، والشعب سيواصل ممارسة دوره، ولكن الشكر الأكبر اليوم هو لهذا الشباب وللتونسيين على هذه الاستفاقة، وهذا التصويت الذي قد يساهم في تحقيق نقلة حقيقية لتونس".
أما القيادي في "الجبهة الشعبية"، الجيلاني الهمامي، فيرى أن الفوز كان متوقعا في ضوء مجريات الانتخابات التشريعية والرئاسية في دورها الأول، خاصة أن أنصار سعيد من مختلف الاتجاهات السياسية، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "المخاوف تبقى ممكنة من حصول خيبة أمل لدى المواطن التونسي أو عدم تلبية الانتظارات التي توقّعها".
وأفاد المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن فوز قيس سعيد كان نوعيا. ولأول مرة منذ الانتخابات الرئاسية يحصل مرشح على نسبة عالية تقترب مما حصل عليه الرئيسان السابقان الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي معا، وهو "مؤشر إيجابي وأرقام تتحقق في بلد ديمقراطي وليس استبداديا"، على حد تعبيره.
وأوضح أن سعيد اعتمد شعار الثورة "الشعب يريد" وركز على قضايا حقوقية وقانونية ضد الإقصاء والاستبعاد والظلم والحيف، مبينا أن تصويت الشباب كان مهما، وأنه لا يجب مع ذلك أيضا إلغاء دور الأحزاب الوازنة مثل "النهضة" و"التيار الديمقراطي" و"ائتلاف الكرامة" وغيرها ممن دعوا أنصارهم إلى التصويت لسعيد.
وأشار إلى أن الفوز يجسّد المبادئ والقيم التي ناضل من أجلها الشباب، معتبرا أن ما حصل أمس لا يقارن بمن خرجوا يوم 14 يناير/كانون الثاني، (أيام الثورة التونسية) بل كان أكبر بكثير، ويمكن مقارنته تاريخيا بيوم عودة زعيم التحرر الوطني الحبيب بورقيبة يوم 1 يونيو/حزيران 1955، حيث هبّ الناس بشكل جارف وغير مسبوق من ميناء حلق الوادي إلى شارع بورقيبة، فكانت الفرحة كبيرة.
ومضى قائلا "إنه لشرف لسعيد مقارنته ببورقيبة الذي لعب دورا مميزا في تحرير البلاد، فالحدث أمس هز التونسيين مجددا، والتاريخ يتجدد، ليس بنفس الطريقة ولكن برؤية جديدة".