صحيح أنّ استمرار انتشار فيروس كورونا في العديد من الدول ألغى احتمال السفر والسياحة، وخاصة أنّ حكومات عدة أعلنت وقف الموسم السياحي لهذا العام، لكن ذلك لا يعني إلغاء فكرة التخطيط للقيام برحلة سياحية. إذ يؤكد خبراء السياحة أن الوقت الحالي أنسب الأوقات للتخطيط والتفكير واختبار تجارب سياحية.
وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإنّ حالة الإغلاق، التي يعيشها معظم سكان الأرض، والتي تترافق مع ارتفاع حالات الغضب والاكتئاب بسبب الوحدة، تجعلنا نفكر جدياً بالتخطيط لزيارة أماكن تساعدنا على استعادة نشاطاتنا من جديد.
وفور الانتهاء من الوباء، فإنّ قائمة من الأماكن الاستثنائية تنتظركم، ومن أبرزها زيارة الأسواق الشعبية في الدول، لأنها ببساطة تساعدكم على التعرف إلى ثقافات جديدة وطرق مختلفة لعادات السكان المحليين، ناهيك عن أن هذه الأماكن باتت وجهات سياحية ترفيهية، نظراً لتنوع النشاطات والمهرجانات الموسيقية التي تقام فيها.
أسواق لشبونة
لا يزال الخوف من زيارة أسواق الطعام يسيطر على تفكيرنا بسبب جائحة كورونا، لكن خصوصية سوق Mercado de Campo de Ourique، المعروف بسوق المأكولات والمهرجانات الشعبية في لشبونة البرتغالية، ستساعدكم على نسيان تداعيات الفيروس.
تأسس الشارع عام 1934، وهو واحد من أكثر الأسواق ترفيهاً، حيث تقام حفلات طعام خلال أشهر الصيف، إضافة إلى الحفلات الموسيقية وورش للطهي، وهي فرصة مناسبة لتذوق المأكولات التقليدية والفطائر.
كذا، يجذب حي الفاما السياح، نظراً لهندسته المعمارية الفريدة، حيث يتكون من متاهات ضيقة وأزقة متعرجة.
يقول كل من أيلي ورافيا، مؤسسا موقع Soul travel، إن رحلاتهما إلى سوق فاما جعلتهما يختبران معاني التراث العربي في قلب أوروبا، "وخاصة أن تصاميم السوق قريبة الشبه من التصاميم العربية، مع وجود البيوت ذات الطابع المغربي". يحتوي حي فاما أيضاً على سوق للسلع الرخيصة والمستعملة.
بازار إسطنبول الكبير
هو أكبر من متاهة ساحرة، يجول فيها السائح دون ملل. يجمع البازار الكبير ما بين سحر الشرق وأصالة الماضي، ليعود السائح إلى حقبة الحكم العثماني بدقائق.
يعتبر السوق أكبر وأقدم الأسواق في المدينة وأكثرها شهرة، ولا عجب في ذلك، حيث يضم أكثر من 4000 متجر، مع مجموعة كبيرة من المطاعم.
ينصح بزيارته لأنه ببساطة يقدم مجموعة من السلع الزخرفية العثمانية، والكثير من الهدايا التذكارية ، فضلاً عن المنسوجات التركية.
تقول تمار هيستون، وهي مدونة بريطانية متخصصة بالشؤون السياحية، بعد زيارتها إسطنبول: "لم أكن أتوقع وجود مكانكهذا في العالم. لقد سحرت منذ أن وطأت قدماي أرض البازار، وأمضيت أكثر من 6 ساعات بين الشوارع الضيقة محاولة اكتشاف أسرار هذا السوق". وتضيف "أكثر ما يثر انتباه وإعجاب السياح، هو الطابع الشعبي للمأكولات، والمقاهي المنتشرة بجانب المحال التجارية".
ثقافة آسيوية
"حتى تتعرف إلى ثقافات الشعوب الآسيوية، لا بد من زيارة أسواقهم التقليدية"، مثل شعبي يردده بعض سكان سنغافورة الذين يعتبرون أنّ زيارة المدن القديمة والأسواق الشعبية تعطي صورة حقيقية عن ثقافة البلاد.
تضم سنغافورة المعروفة بطابعها العصري العديد من الأسواق الشعبية الرائعة، ومنها سوق تيكا الواقع في القربة الهندية الملونة، إذ يظهر هذا السوق ثقافات متنوعة للباعة، فهو يضم العديد من الجنسيات، منها الهندية، التايلندية، وغيرها.
يتميز السوق بهندسته المعمارية القديمة، وبات واحدا من أشهر الأسواق على لائحة التراث العالمي.
ومن سنغافورة إلى اليابان، وتحديداً الى شارع التحف والأدوات المستعملة في مدينة أوساكا، حيث يقدم فرصة لكم لا تفوت للاحتكاك مع السكان، والتعرف إلى الأدوات الرئيسية التي يتم استخدامها في البيوت التقليدية. كما يتميز السوق أيضاً بوجود شارع كبير، يطلق عليه اسم شارع الطعام، حيث تقدم المأكولات الشعبية.
سوق جبيل اللبناني
يعد سوق جبيل الأثري واحداً من أبرز الأسواق التي جذبت العديد من المنتجين السينمائيين لتصوير أفلام ومسلسلات تاريخية. فالسوق الواقع في قلب مدينة جبيل الأثرية، شمالي لبنان، تأسس منذ مئات السنين، ويحتوي على العديد من المحال التجارية المتخصصة بالمشغولات اليدوية والحرفية.
يزوره سنوياً عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم، ليس فقط لشراء البضائع بل للتنزه بين المحلات، وخصوصاً في فترة بعد الظهر، والتقاط الصور التذكارية.
يتميز سوق جبيل بآثاره المتنوعة والتي تعود إلى أيام الرومان والفينيقيين، حتى أن المحال التجارية والشوارع الضيقة المتعرجة تعيدكم إلى القرون الوسطى.
في الليل، تختلف الأجواء، حيث الحفلات الغنائية والتراثية التي تحول المطاعم والمقاهي إلى فضاءات واسعة لاستقبال السياح للاستمتاع بالموسيقى، والسهر حتى ساعات الصباح. محبو شراء القطع الأثرية والزجاج الملوّن والحرف الفينيقيّة، سيجدون بالتأكيد مطلبهم وبأسعار مناسبة.