ومهد التنظيم لمعاركه ضد المعارضة المسلحة باستقدام تعزيزات عسكرية إلى بلدة قبتان، وسرعان ما سيطر عليها بعد مواجهات مع "الجبهة الإسلامية" وكتائب تابعة لـ "الجيش الحر"، ولواء "جبهة الأكراد"، وتكمن أهمية المنطقة في كونها منطلقاً لأهم المدن الثائرة في الريف الشمالي، وتحديداً مدن اعزاز ومارع وتل رفعت.
وتناقلت مصادر محلية أنباء عن قيام "داعش" بحملة إعدامات ميدانية في مدينة أخترين وما حولها، فضلاً عن حملة دهم وتفتيش لبيوت الأهالي، بحثاً عن مطلوبين.
وتعليقاً على ذلك، أكد المسؤول الإعلامي لكتائب "قبضة الشمال"، زكريا نجار، على إعدام التنظيم 33 مدنياً من أهالي مدينة أخترين.
وأرجع نجار سبب تقدم "داعش" إلى غياب مقاتلي المعارضة، وأشار إلى تقاعس "الجبهة الإسلامية" في حماية الريف الشمالي، الذي يمثل الثقل الاستراتيجي للمعارضة، في محافظة حلب.
وفتحت سيطرة مقاتلي التنظيم على اخترين الباب أمام بلدة تركمان بارح، وقرية الغوز، وساعدهم على ذلك إعلان انسحاب "جبهة النصرة" من هذه المناطق، قبل نحو أسبوعين.
كما تمكن مقاتلو "داعش" من فرض سيطرتهم على قرى جديدة وهي مرج دابق، واحتيملات، وارشاف، وسط تخوف الأهالي، وحالات نزوح شديدة، تشهدها أغلب قرى ومدن الريف الشمالي.
يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه "داعش" البدء بحملة أسماها "الثأر للعفيفات"، والتي تهدف إلى إحكام السيطرة على كامل الريف الحلبي، وتطهيره مما وصفها "بالصحوات"، وذلك في إشارة واضحة إلى نية التنظيم رد الثأر من قوات المعارضة، التي أجبرته على الخروج من مدن الريف الشمالي، ومدينة حلب.
وفي هذا السياق، استهدف "داعش" أطراف مدينة مارع بالمدفعية، والصواريخ المحلية الصنع، وسط دعوة مجلس شورى المدينة الأهالي القادرين على حمل السلاح التوجه إلى الجبهات.
ويحاول التنظيم تطويق الريف الشمالي عبر تقدمه على الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك عبر مدينة اعزاز، ومعبر باب السلامة الحدودي.
ووصف مصدر عسكري ميداني، فضل عدم الكشف عن اسمه، موقف قائد "الجبهة الإسلامية في حلب"، عبد العزيز سلامة، بالـ"المخزي"، وتحدث عن خلافات تدور بين أطراف الجبهة في مدينة حلب، وتحديداً بين فصيل "أحرار الشام"، وباقي الفصائل الأخرى المكونة لـ"الجبهة الإسلامية".
وكانت الأخيرة قد أعلنت عن استشهاد أحد قيادييها، المكنى بأبي عبد السميع الشرعي، وقائداً عسكرياً في فصيل "صقور الشام" في محيط مدينة "اخترين".
ومن الواضح أن "الدولة الإسلامية" اتبعت استراتيجية خلال السيطرة على هذه المناطق مجتمعة، حيث شهد ريف حلب الشمالي هدوءاً خلال الأيام الماضية، ركز خلاله مقاتلو التنظيم على حسم الصراع المسلح في ريف دير الزور الشرقي، وسيطروا على الفرقة 17 واللواء 93 في قرية عين عيسى بريف الرقة.
ولم يخفِ قيادي عسكري في المعارضة، اشترط عدم ذكر اسمه، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع يسير لصالح مقاتلي التنظيم"، مشيراً إلى أن الحساسيات بين "الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة" قد أثرت على سير المعارك.
وكان القيادي في "الجبهة الإسلامية"، المكنى بأبي عبد السميع، قد تحدث لـ"العربي الجديد"، عن خطة لمواجهة "داعش" تقضي بإلزام جميع الفصائل بعدد محدد من المقاتلين، كاشفاً أن "الخطة تقتضي بتموضع 300 عنصر من كل فصيل على جبهة أخترين".
وقدر ناشطون عدد القتلى الذين سقطوا من جانب المعارضة المسلحة والمدنيين، بسبب الاشتباكات والقصف بنحو ثلاثين شخصاً، بينما قتل نحو أحد عشر عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية".
تجدد المواجهات في حماة
إلى ذلك، قال المركز الإعلامي في حماة إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من قوات النظام، أمس الأربعاء، على حاجزي العبود والغربال، والحي الشرقي لمدينة مورك في الريف الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع كتائب "الجيش الحر" التي تساندها فصائل إسلامية.
وأوضح مدير المركز، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، أن جيش النظام حاول التقدم لاقتحام المدينة والطريق الدولي بين حماة وحلب، مشيراً إلى صد محاولته، وتدمير دبابتين، إحداهما بصاروخ حراري على حاجز الغربال قرب مدينة مورك.
وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد حققت سلسلة من الانتصارات في ريف حماة خلال الأيام الماضية، بعد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري، ونقاط أخرى تابعة للنظام، في ريف حماة.