لم تمنع الفيضانات التي ضربت السودان، مؤخراً، سودانيين من ممارسة هواية صيد الأسماك، لا سيما في شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول من كل عام.
وفي أم درمان التي اجتاحت السيول قرى عديدة منها، يقصد الهواة منطقة خور أبو عنجة بالقرب من نهر النيل، والتي تعد من المعالم الأثرية في المنطقة، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى القائد حمدان أبو عنجة الذي رابط بجنوده في هذه المنطقة حتى تمت السيطرة عليها.
والخور موسمي خامل النشاط إلا في فصل الخريف، ويمتد من الغرب إلى الشرق ويعرف بأنه مجرى السيل حتى يصل نهر النيل، والذي تم توسيعه على مدار سنوات ماضية، وبات بحيرة هادئة.
يقف العشرات من الصيادين المحترفين والهواة عند حافة جسر أبو عنجة، وتتدلى صناراتهم إلى النيل، بانتظار الفوز بالسمك، ويسود بينهم جو من التنافس.
محمد سليمان، سوداني دخل عقده الثالث، يمارس هواية صيد الأسماك منذ الصغر، ويرى فيها أنيساً ومتنفساً. ويقول لـ "العربي الجديد"، "رغم الفيضان والأمطار الغزيرة، أحرص بين الفينة والأخرى على القدوم إلى الخور لممارسة هواية الصيد التي باتت تشكل جزءاً كبيراً من حياتي".
ويكمل أنه "في الأيام الأولى للفيضان خصص وقته لمساعدة المتضررين، لكنه في الآن نفسه كان يتردد على الخور ليلتقي أصدقاءه من الهواة والاطمئنان عليهم وقضاء وقت ممتع معهم".
ويشير سليمان إلى أن هواية صيد الأسماك تعلم الإنسان كثيرا من الصفات الجميلة وأهمها الصبر.
من جهته، يقول المواطن عمار إبراهيم إن ارتفاع منسوب النيل أو هطول أمطار غزيرة أو حدوث فيضان، كل تلك العوامل لا تشكل عائقاً أبداً أمام هواة صيد الأسماك.
وعن طريقة الصيد في النيل، يقول الأربعيني إنه يقوم بإلقاء "الطعم" في الماء، وينتظر لمدة خمس دقائق، ثم يستعيد الخيط بحذر في محاوله منه لإغراء السمكة حتى تلتقط الطعم.
ويتابع "هناك من يصطاد من باب الهواية، وبعضهم من أجل الاستمتاع بأطباق سمك، وآخرون يعتبرونه مصدرا للرزق والمعيشة، ومنهم من يخصص ساعات يومية للصيد، وآخرون يتفرغون يومين في الأسبوع لصيد سمكة البلطي المتوفرة في النيل".
ويوجد في أم درمان العديد من الخور (مصب الماء في البحر)، منها أيضا العاشرة وأم عمر بالإضافة لأبو عنجة والتي توجد على طول نهر النيل الذي يمر بالمدينة، وفقاً لما قاله المواطن عمر الأمين، مشيراً إلى توجه هواة الصيد إلى تلك المناطق لممارسة هوايتهم في الوقت الحالي لأنه موسم ينتظره السودانيون.