زعم قائد "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في تصريحات له اليوم السبت، أن "صمود إيران" بوجه من وصفهم بـ"التكفيريين والإرهابيين" هو ما منع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على سورية برمتها، مشدداً على أن "الوضع كان سينعكس سلباً على سنة وشيعة ومسيحيي لبنان أيضا"، وأن التنظيم "يرتكب جرائم عديدة في العراق، وهو ما كان من الممكن أن يحدث في لبنان".
وخلال مشاركته في اجتماع لشخصيات برلمانية، أضاف سليماني أنه "في البدايات كان هناك خلاف حول القرارات الإيرانية المتعلقة بسورية، وكان هذا لدرء وقوع خلافات بين السنة والشيعة، لكن في النهاية تم أخذ قرارات عديدة، لعب رئيس مجلس الشورى الإسلامي السابق، علي لاريجاني، دورا فيها"، كما ذكر.
وزعم الجنرال الإيراني أن دعم إيران لـ"المقاومة في سورية" منع وقوع تبعات خطيرة حقيقية، وفي المقابل "شكل أربعون بلدا، 25 منها تعد بلدانا غنية، تحالفا للقضاء على الإرهاب ولم يفلحوا بمهمتهم".
وذكر، أيضاً، أن التهديدات الموجهة ضد إيران أخذت أشكالاً عديدة بعد الحرب مع العراق، بحيث يتكرر في الوقت الراهن مشهد التنافس بين الشرق والغرب، و"اتحاد بعض العرب ضد إيران، كما حدث في السابق تماماً، لكن بعض السياسات الداخلية كفيلة بتحقيق النجاح، ومنها على سبيل المثال تشكيل "الحشد الشعبي" في العراق، والذي استطاع تحرير تكريت بخسائر لا تتجاوز 5 في المائة، بينما حررت أميركا الرمادي بدفع خسائر باهظة تصل لـ90 في المائة، وهذا هو الفرق بين السياسات الإيرانية والسياسات الأخرى"، حسب قوله.
وذكر المتحدث ذاته أن "أميركا كانت تتوقع في السابق ألا تقبل المجموعات السياسية العراقية التعامل مع إيران، لكن المجلس الأعلى بات يتموضع على رأس سلطات صنع القرار، كما يحظى قائد حرس "بدر" بشعبية كبيرة في الشارع العراقي". واعتبر أن لـ"إيران حصة كبرى في مهمة الوقوف بوجه "داعش" في العراق، حيث ساهمت بتشكيل مجموعات شعبية، منها "الحشد الشعبي".
كما أشار إلى دور المرجع الشيعي آية الله السيستاني في العراق، قائلاً إن دوره "جعل طهران غير محتاجة لأن تتدخل كثيراً، إيران تدخل للميدان حين يكون للمرجعية في العراق احتياجات سياسية ودولية".
وفيما يتعلق بلبنان، قال سليماني إن "الأعداء يريدون القضاء على حزب الله"، معتبراً أنها مخططات فشلت في السابق. وأضاف أن "أي تصريح يصدر عن أمين حزب الله (حسن نصرالله) يأخذه الكل على محمل الجد"، مشيرا إلى أن للحزب دورا على ثلاثة مستويات، داخلي وإقليمي و"دور في مواجهة الأعداء".
وعن اليمن، قال سليماني إن المملكة العربية السعودية، بمساندة أطراف خليجية، "شنت حربا هناك لن تصل لنتيجتها وهدفها المرجو، وكل ما حدث كان المزيد من التوتر في منطقة استراتيجية"، واصفا ما يجري في اليمن بـ"الخطأ الجسيم، حيث لم تدرك السعودية قوة الزيديين هناك"، على حد تعبيره. وقال إن "مستقبل اليمن سيكون كأفغانستان. فأي مكان تتدخل فيه أميركا يتحرك نحو الخراب/ وهو ما يحدث في ليبيا أيضا"، كما ذكر.
ورأى المسؤول الإيراني أن "طهران قادرة على تعبئة وحشد كافة الإمكانات لمواجهة مخططات الأعداء"، على حد وصفه، مضيفا أن البرلمان بدورته العاشرة، والذي افتتح جلساته اليوم السبت، "يستطيع أن يساهم عمليا بتحقيق هذا الهدف"، داعيا نواب البرلمان لتقديم المساعدة للمعنيين والمسؤولين عن السياسة الخارجية الإيرانية.
من جهته، أثنى لاريجاني خلال هذا الاجتماع على دور سليماني، قائلا إنه لعب دورا كبيرا خلال الحرب العراقية الإيرانية، واليوم يحقق إنجازات هامة تبعث على الفخر، حيث يقود "فيلق القدس" ويؤثر بشكل مباشر على التغييرات الإقليمية.
في سياق متصل، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الليتواني، ليناس لينكه ويتشيوس، والذي يزور طهران، إنه "من الضروري الصمود بوجه الإرهاب في المنطقة والعالم".