سعيد الأرتيست.. الإيقاع منفرداً

18 نوفمبر 2015
(سعيد الأرتيست)
+ الخط -

عرفنا آلات الإيقاع عموماً، والطبل خصوصاً، كواحدة من بقية الآلات الأساسية التي يضمّها التخت الشرقي؛ عود وكمان وناي وقانون. بقي العود، غالباً، هو الأبرز بين هذه الآلات؛ إذ تُكتب معظم الجُمل له، ويتولّى هو وعازفه إدارة الفرقة/التخت.

لاحقاً، تقدّم العود، وأصبح يُقدِّم عروضاً خاصّة به، إمّا منفرداً، أو مع مجموعة كبيرة من الأعواد. ينطبق هذا على معظم آلات التخت عدا الإيقاع بأشكاله، سواءً طبلة أو دف أو رق أو غيرها؛ إذ يظلّ الإيقاع مجرّد ضابط وخلفية للعمل الموسيقي، تُتاح له أحياناً مساحات صغيرة يؤدّي فيها ضاربه بعض الجُمل الاستعراضية التي تُثير الجمهور.

استثناءات قليلة في العالم العربي استطاعت أن تُخرج الإيقاع من هذا الحيز الضيق، لتمنحه مساحةً أكبر؛ حيث يصبح آلةً رئيسية تقود جوقةً من الآلات الإيقاعية فقط. من هؤلاء، الفنان المصري سعيد الأرتيست، الذي يقيم حفلاً يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في "دار الأوبرا" في القاهرة.

بدأ الأمر مع الأرتيست في التأليف الموسيقي على الطبلة من خلال وضع ألحان إيقاعية لإعلانات، ولاحقاً مع بعض الفنانين في برامج الفوازير. هكذا، بعد أن كان عازف إيقاع فقط، أخذ الفنان يؤلّف قطعاً من خلال آلات الإيقاع، ثمّ أسّس فرقةً تضمّ أكثر من عشرين عازفاً.

في أعماله، لا يرتكز الأرتيست على الجانب الاستعراضي وحسب، بل تتأتّى الجُمل الموسيقية من خلال التركيز على أزمان الإيقاعات، فلكل واحد مسافة زمنية محددة يُقدِّم من خلالها وصلته، ليدخل بعدها إلى جُملة جديدة من خلال انتقالات سلسلة.

من جهة أخرى، يُدخل الأرتيست أحياناً في فرقته آلات نفخية، مثل الناي أو الساكسوفون، لكنّها تظلّ في الخلفية فقط، ويبقى للإيقاع أن يؤدّي الجمل الأساسية والوصلات، ويضبط ما تؤدّيه الآلة التي في الخلفية. كما يعتمد الفنان في فرقته على حُسن التوزيع؛ إذ تشتمل على عدّة آلات إيقاعية غير الطبلة، تتولّى كل واحدة منها تقديم الضربات بما يتّسق مع القطعة.

طالما حملت عبارة "طبّال" مدلولات سلبية؛ فعازف الإيقاع نفسه، عُرف بصورة نمطية تقتضي أنه مجرّد معاون للراقصة، كما أن لها مدلولات سياسية أيضاً. يبدو أن سعيد الأرتيست منح الإيقاع تفرّداً فنياً مختلفاً، بعيداً عن هذه الصور النمطية.


اقرأ أيضاً: آلة الإيقاع ومآلاتها

دلالات
المساهمون