سعد القرش: أرض ثانية وثالثة.. وسابعة

27 أكتوبر 2014
مقطع من الغلاف
+ الخط -

في كتابه الجديد "سبع سماوات" (دار العين، القاهرة 2014) يكتب الروائي المصري سعد القرش (1966) رحلاته إلى الجزائر والعراق والهند والمغرب وهولندا ومصر.

يقول الكاتب في المقدمة التي افتتح بها الكتاب الحائز على "جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة 2012": "المصادفة وحدها صنعت هذا الكتاب. عقب بعض الأسفار، كتبت فصولاً عنوانها التلقائية. ولو كنت أعرف أنها ستجد طريقها لتستقر في كتاب، لأعطيتها اهتماماً لائقاً يتجاوز فكرة رد جميل إلى أماكن أو بشر شاءت المصادفة أن يكونوا رفاقاً أو أصدقاء دائمين".

ويتابع: "لست مولعاً بالسفر، ليس خوفاً من خطر الموت المرتبط بالحوادث؛ ففي مصر أصبحت النجاة من موت متربص بمواطنين زائدين على حاجة النظام الحاكم أعجوبة نفوز بها كل مساء، حين نعود إلى بيوتنا سالمين. الطرق في مصر شباك لاصطياد الأرواح بيد ملاك الموت. وقد عودت نفسي كل يوم على توقع الموت، قبل النوم، قبل الذهاب إلى العمل".

كما ويشير صاحب "حديث الجنود" في مقدمته إلى أنّ "أدب الرحلة هو فائض محبة"، ولذلك  لم يكتب عن بلادٍ جميلة زارها لأنه "لم يلتقط تلك الإشارة الخاصة بروح المكان"، ثمّ أنه حاول أن يعيد كتابته الأولية والتلقائية للمكان، لكنه تراجع معتبراً أن إعادة النظر في كتابة طازجة لا تجعل الرحلة هي نفسها.

يكتب القرش أماكنه بروح روائية، تجعل من النصوص التي تتناول بلداناً ومدناً مدوناتٍ حكائية عن الإنسان أولاً، ذلك أنه يُعنى برصد الأحاسيس إزاء البشر الجدد في الأماكن الجديدة، ومفردات كلامهم، وفرحهم وتعاستهم. هكذا سيحمل العنوان "سماوات" دلالات دنيوية، فإذا السماء طبقاتٍ متعددة، تقابلها أرضٌ ذات وجهٍ واحد، ستكون حيوات البشر واختلافاتهم هي السبيل إلى الحديث عن أرض ثانية وثالثة.. وسابعة.

يشار إلى أن هذا هو كتاب الرحلات الأول لسعد القرش، لكنه أصدر سابقاً أعمالاً روائية هي: "أول النهار" (جائزة الطيب صالح، 2012)، و"ليل أوزير"، و"وشم وحيد". كما أصدر مجموعتين قصصيتين هما: "مرافئ للرحيل" و"شجرة الخلد"، إضافة إلى "الثورة الآن"؛ يوميات من ميدان التحرير أيام الثورة المصرية.

المساهمون