ريتا أبو حامد لا تزال ترسم دمشق

17 سبتمبر 2016
من رسوماتها (العربي الجديد)
+ الخط -
"ربما أخاف النقد، وأسرق من أوراق كانت موضوعة على مكتب والدي، مقولة للشاعر الإنكليزي ويليام وردزورث، إن قصيدة رديئة أفضل من مقال نقدي حاقد" هكذا تقول ريتا أبو حامد، الفلسطينية السورية ابنة السابعة عشرة والتي تحاول التركيز على موهبة الرسم.
لا تؤمن ريتا بالقيود، الرسم بالنسبة لها حرية، مهما رسمت تشعر أنها ترسم ذاتها، وتعيد تشكيلها. تقول "في زمن الحرب والمنفى، حين أرسم أشعر بالحرية والسلام". رفضت أن يكون لها مكان خاص للرسم تسرقه من منزل العائلة الصغير في دمشق. ترسم حيثما شعرت أن الموهبة تلحّ لتعبر عن نفسها. تقنياتها بسيطة، يستهويها كثيراً قلم الرصاص. ترسم على الجدران، الأبواب، قصاصات الورق، علب الكرتون الفارغة، والمناديل الورقية. في الحديقة، أو في حافلة النقل العامة، أو على مقاعد الدراسة "ليس لدي رغبة للاحتفاظ بما أرسم، ومع تنقلات المكان، تركت ورائي العديد مما رسمت".
تستهويها الحارات القديمة، ترسم بيوت دمشق، المدينة التي احتضنتها منذ أبصرت نور الحياة، تطوف روحها على حيفا وعكا ويافا، تشعر بخط من عشق يمتد من دمشق إلى حيفا. حيفا، الوطن الذي رسمته ريشة الذاكرة: "اشعر أني نصف فلسطينية ونصف سورية، أحتار أيهما أحب أكثر لكني لا أجد نفسي كاملة إلا بهما معاً". تضيف "الآن أصبح كلاهما موجعاً. كبرت وأنا استمع لسرديات التغريبة الفلسطينية، فحفظت تفاصيلها عن ظهر قلب، وأعيش اليوم واقع التغريبة السورية".
تُحبّ امتداد البحر، لكنها لا تستطيع الرسم أمامه "أشعر أنه أوسع حرية مني. طرطوس، مسقط رأس أمي السورية، بحاراتها القديمة المطلة على البحر، هي أكثر المدن شبها بحيفا، التي لم أشاهدها إلا في الصور. لكني أظن أن لون البحر وطعم الملح، هنا وهناك، واحد".

المساهمون