روسيا تطلب "ضمانات" لتمرير قرار "هدنة" في مجلس الأمن يوقف إبادة الغوطة

23 فبراير 2018
لافروف اشترط "الضمانات" للموافقة على القرار (فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، اليوم الجمعة، إن مجلس الأمن يحاول اعتماد قرار يقترح إقرار هدنة إنسانية، "على الفور"، في سورية لمدة ثلاثين يوماً على الأقل، مستدركاً بالقول إن "لا أحد يستطيع الإجابة عن سؤال يتعلّق بمدى عزم المقاتلين على احترام هذه الهدنة. لا أحد يقدّم ضمانات".

ويأتي الطلب الروسي لما وصفها بـ"ضمانات"، في وقت تشارك فيه الطائرات الروسية إلى جانب نظام بشار الأسد، في حرب إبادة منذ أيام، تستهدف أكثر من 400 ألف محاصر في الغوطة الشرقية.

ومن المقرر أن يجري مجلس الأمن، مساء اليوم، (الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش)، التصويت على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في الغوطة الشرقية لريف دمشق وعموم سورية، للسماح بتسليم المساعدات للمدنيين والإجلاء الطبي، وفق ما أعلنت بعثة الكويت التي ترأس مجلس الأمن خلال شهر فبراير/ شباط الحالي.

وقال لافروف، وفق ما نقلت عنه "فرانس برس": "لكي يكون هذا القرار فعالاً، ونحن مستعدون للموافقة على نصّ يكون كذلك، نقترح صيغة تتيح جعل الهدنة فعلية وقائمة على ضمانات من قبل جميع الذين هم داخل وخارج الغوطة الشرقية".

وتابع الوزير الروسي: "بالطبع هذه الضمانات يجب أن تكون مدعومة من جميع الفاعلين الخارجيين قبل كل شيء، الذين لهم تأثير على المجموعات المتطرفة التي لا تزال في هذه الضاحية من دمشق".

وأضاف لافروف: "في هذه الحالة، إذا كان الأميركيون وحلفاؤهم حرصاء فعلاً على الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وعلى السكان المدنيين، فهناك احتمال كبير بأن نتوصل إلى اتفاق".

وتدارك: "إلا أنهم، وحتى الآن، يرفضون تعديلاً يجعلهم مسؤولين عن الحصول من المقاتلين على ضمانات واضحة بالتوقف عن إطلاق النار".

ويأتي تصريح لافروف قبل ساعات من إعلان الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، وجّها رسالة مشتركة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يطالبانه فيها بالموافقة على مشروع القرار في مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار.

وذكرت مصادر دبلوماسية، بشكل منفصل، أن ميركل وماكرون يعتزمان التحدث مع بوتين معاً في المساء، في ضوء نتيجة التصويت في مجلس الأمن، مضيفاً أنهما يجريان محادثات مع روسيا لضمان عدم عرقلة مشروع القرار.

إلى ذلك، انتقد رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، روسيا وإيران، لأنهما "تسمحان للنظام السوري بقتل الأطفال الأبرياء والرجال والنساء في الغوطة الشرقية".

وأضاف تاسك، في مؤتمر صحافي عقده الجمعة، مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بعد قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي، "الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري، وإيصال المساعدات الإنسانية (إلى الغوطة)"، بحسب "الأناضول".



الائتلاف يدعو لإبعاد روسيا

ومن جانب آخر، دعا "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، مساء اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي، لمنع روسيا من التصويت في القرارات الخاصة بسورية، باعتبارها طرفاً في ما يحصل من مجازر داخل الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقالت نائبة رئيس الائتلاف الوطني، سلوى أكسوي، إن موسكو طرف أساسي في النزاع بسورية وضد الشعب السوري، لافتة إلى أنه حسب ميثاق الأمم المتحدة لا يحق للدول المعتبرة طرفاً في النزاع التصويت على مشاريع القرارات، مشددة على أن ذلك "لن يبقي مجلس الأمن معطلاً".

وطالبت بوقف الحصار على الغوطة مباشرة، وتجريم المليشيات الإيرانية وغيرها التي تحاصرها، مشيرة إلى أن ما يحصل في الغوطة الشرقية الآن هو "حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وحمّلت أكسوي روسيا المسؤولية المباشرة عن ذلك، كذلك اعتبرت أن هذا السلوك يشكّل خدمة مجانية للإرهاب العابر للحدود ومنظماته، وتقدمت بالتحية إلى الشعب السوري قائلة: "نحيي صمود شعبنا البطل في الغوطة، وبسالة مقاتلي الجيش الحر في الدفاع عن أهلهم وأعراضهم".

كذلك دعت إلى تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118 القاضي بمعاقبة مستخدمي السلاح الكيميائي في سورية وفق الفصل السابع، وطالبت الأمم المتحدة بعقد جلسة خاصة للجمعية العامة لحماية المدنيين في الغوطة من القصف المستمر والانتهاكات.

(العربي الجديد)