روسيا - أوكرانيا: بوتين يهدّئ واتفاق جنيف يهتزّ

19 ابريل 2014
محتجون موالون لروسيا في سلافيانسك (بختيار عبد كريموف،الأناضول،Getty)
+ الخط -

سعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الى محاولة تهدئة الوضع المتأزم بين بلاده والغرب، عبر ترحيبه في اختيار رئيس الوزراء النروجي، ينس شتولتنبرغ، أميناً عاماً لحلف شمال الأطلسي.
وأكّد بوتين، في مقابلة مع قناة "روسيا" الرسمية، بُثت، اليوم السبت، أن "العلاقة مع شتولتنبرغ جيدة جداً"، ولكنه استدرك "دعونا نرى كيف سيطوّر العلاقات في إطار منصبه الجديد".

وأضاف الرئيس الروسي "علاقتنا جيدة للغاية بما في ذلك العلاقة الشخصية. إنه شخص جاد ومسؤول للغاية". ويتولى الأمين العام الجديد للحلف منصبه في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي إشارة إلى العلاقات المتأزمة مع الأمين العام الحالي للحلف، أندرس فوغ راسموسن، كرّر بوتين اتهامه له بتسجيل محادثة خاصة بينهما سراً، وتسريبها وهو اتهام نفاه راسموسن.

ورأى في موضوع العلاقة الروسية - الغربية، أن "تحسين العلاقات بين روسيا والغرب، يتوقف على الغرب". وقال "لا يعتمد هذا علينا، أو ليس علينا فقط، بل يعتمد على شركائنا".

ولم يحدد بوتين الإجراءات التي يجب أن يتخذها الغرب لتحسين علاقته بروسيا، لكن متحدثاً باسمه، أشار، أمس الجمعة، إلى أن "قلة الاحترام من جانب الغرب، عامل مهم، فالغرب يعامل روسيا وكأنها تلميذ مذنب".

وفي إشارة إلى صعوبة التوصل لتسوية بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي يعتبرها الغرب جزءا من أوكرانيا، قال بوتين إنه سيمنح الروس الذين خدموا في الجيش أثناء فرض السيطرة على القرم أوسمة.

ورفض بوتين انتقاد استفتاء القرم على الاستقلال عن أوكرانيا، قائلا إن "83 في المئة من الناخبين في المنطقة ذهبوا للتصويت، ومن الصعب ترتيب هذه النسبة".

ورفض بوتين تشبيه محلّلين غربيين لتصرفات الحكومة الأوكرانية، ضد انفصاليين مواليين لموسكو بعمليات روسية "لمكافحة الارهاب في الشيشان في التسعينيات".

وقال "كانت تلك العمليات معدة جيداً، وكانت جماعات مجهزة جيداً، وتلقّت تمويلاً وتسليحاً من الخارج. هناك فارق كبير".

اتفاق جنيف
الى ذلك، يواجه التفاهم الذي تم التوصل إليه لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا، صعوبات في ترجمة بنوده بإجراءات عملية، نظراً لرفض المحتجين في شرق أوكرانيا إخلاء المباني الحكومية التي يسيطرون عليها.

وفي السياق، اعتبرت الولايات المتحدة، أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لجهة تنفيذ الاتفاقات، التي تم التوصل إليها في جنيف حول أوكرانيا.
ونقل موقع قناة "روسيا اليوم" عن بيان لوزارة الخارجية الأميركية، صدر بعد اتصال هاتفي جرى بين الوزير الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، قوله إن كيري يعتبر أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون مرحلة مهمة جداً".

ويرى كيري، الذي شارك في الاجتماع الرباعي (ضم الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا)، أول من أمس، أنه "يجب أن ينفذ فيها كل الأطراف الوثيقة الموقعة، ولا سيما ما يتعلق بنزع سلاح المجموعات المسلحة غير الشرعية، وإخلاء المباني المحتلة بصورة غير شرعية".

وجاء في البيان، أن لجنة رقابة خاصة مؤيدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، ستلعب الدور القيادي في التأكد من تنفيذ الاتفاق، وذلك بعدما توصلت هذه الأطراف بحضور أوكرانيا، يوم الخميس الماضي، إلى تفاهم لتهدئة الأزمة الأوكرانية.  

من جهته، لفت لافروف انتباه نظيره الأميركي، خلال الاتصال الذي أجري في وقت متأخر من ليل الجمعة - السبت، إلى ضرورة امتناع كييف عن أعمال العنف، وإطلاق حوار بشأن الدستور الجديد، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم" عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.

وأشار بيان الوزارة إلى أن لافروف نبه إلى ضرورة أن تنفذ السلطات الحالية، في كييف، فوراً وبشكل كامل، بنود بيان جنيف التي تقضي بالامتناع عن أعمال العنف، وإطلاق حوار موسع حول الدستور الجديد بمشاركة جميع القوى السياسية والأقاليم.

وأوضح البيان أن لافروف وكيري واصلا مناقشة إمكانية التعاون الدولي لتجاوز الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا، امتداداً للقاء الرباعي في جنيف. كما أشارت الخارجية الروسية الى أن الجانبين اتفقا على الاستمرار في الاتصالات لتطبيع الوضع في أوكرانيا.

في اطار آخر، مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي، غونتر أوتنغر، في مقابلة مع صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية، معارضته لتقليص تجارة الغاز مع روسيا خلال السنوات القليلة القادمة، إلا أنه قال "إن التكتل عليه العمل على تنويع إمداداته منه".

واعتبر أن "قطع إمدادات الغاز الروسي لأوكرانيا، التي ينقل عبرها الغاز لأوروبا، خطر قائم، وذلك بسبب عدم سداد الأخيرة لبعض الفواتير".

ونقلت الصحيفة عنه قوله "نحن متفقون على أن قطاع الغاز يجب ألا يمثل أولوية في أي عقوبات اقتصادية محتملة، سواء على الجانب الروسي أو الأوروبي". وأضاف أنه "ضد أي تقليص أو حتى قطع لعلاقات (تجارة) الغاز مع روسيا خلال السنوات المقبلة، إلا أننا يجب أن نتبع استراتيجية تنويع".

المساهمون