استمع إلى الملخص
- **موقف حماس والوسطاء**: حماس تطالب بالتزام واضح من إسرائيل قبل الدخول في آليات تنفيذ الاتفاق، وتؤكد أنها ستشارك فقط إذا ركزت المفاوضات على تنفيذ اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن.
- **مشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل**: الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المفاوضات كما هو مخطط لها، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط.
واشنطن وقطر تحضّان كل الأطراف على عدم "تقويض" المباحثات
أسامة حمدان: حماس ستشارك إن ركزت المباحثات على تنفيذ اقتراح بايدن
واشنطن تتوقع بأن تمضي مباحثات وقف إطلاق النار على النحو المخطط له
بدأت مساء اليوم الخميس، مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، في الدوحة، وسط ترقب لما ستفضي إليه، أملاً في التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة الإنسانية في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي نزع فتيل أزمة إقليمية لطالما جرى التحذير منها مع توعد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وكانت حركة حماس قد حسمت موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية الخميس، سواء في الدوحة أو القاهرة، وفق ما أبلغ عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي "العربي الجديد". وقال الهندي في تصريح لـ"العربي الجديد": "الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما جرى الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز المنصرم، وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق". كما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان لوكالة أسوشييتد برس، الأربعاء، إن حماس ستشارك فقط إذا ركزت المفاوضات على تنفيذ الاقتراح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو/ أيار وحظي بتأييد دولي. وقال حمدان إن الحركة "لا تعتقد أن الولايات المتحدة قادرة أو راغبة في ممارسة الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق".
ورغم أن الحركة لن تشارك في المباحثات، فإن ذلك لا يلغي فرص إحراز تقدم، نظراً لأن خليل الحية كبير مفاوضي الحركة يقيم في الدوحة، كما أن حماس لديها قنوات مفتوحة مع مصر وقطر، بحسب ما تقول وكالة رويترز التي نقلت أيضاً عن مصدر مطلع قوله، إنه من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع حماس، وأن الحركة تريد عودة الوسطاء إليها "برد جاد" من إسرائيل، فيما ذكرت "حماس" أنها ستلتقي بالوسطاء بعد جلسة الخميس إذا حدث ذلك.
واشنطن تتوقع أن تمضي مفاوضات غزة على النحو المخطط له
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة على النحو المخطط له، رغم قرار حركة حماس عدم الحضور. وأضافت أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك سيشاركان في المحادثات الخميس في قطر.
كما حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كل الأطراف على عدم تقويض مفاوضات غزة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن ورئيس الوزراء القطري شدّدا خلال اتصال هاتفي على أنه "لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتّخاذ إجراءات من شأنها تقويض جهود التوصل لاتفاق".
وبعد خلافات إسرائيلية عميقة واتهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى صفقة، قررت إسرائيل إرسال فريق التفاوض الذي يضم رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف الرهائن في الجيش نيتسان ألون، في الموعد المتفق عليه. وفي وقت أفاد مكتب نتنياهو بأن رئيس الحكومة صادق على صلاحيات الوفد، قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن الصلاحيات التي مُنحت للفريق لا تمكنه من التفاوض في القضايا الأساسية، فيما أفادت صحيفة هآرتس بأن الصلاحيات التي منحها نتنياهو للوفد تمكنه من التقدم في المفاوضات.
ومساء الأربعاء، أعادت حركة حماس التأكيد في بيان مشترك مع لجان المقاومة في فلسطين وحركة المجاهدين وحركة الأحرار، تمسّكها بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي، استناداً للمقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن. وقالت الفصائل، في بيان مشترك: "نؤكد موقفنا الثابت من المفاوضات (حول وقف الحرب وتبادل الأسرى) والصادر عن قيادة المقاومة بضرورة بحث آليات تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في أوراق الإطار المقدمة من الوسطاء، والتي تحقق وقفاً شاملاً للعدوان على غزة، وانسحاباً كاملاً للاحتلال من القطاع، وكسراً للحصار وفتحاً للمعابر، وإعادة إعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل الأسرى". وشددت على أن "ما يسمى باليوم التالي للحرب، شأن وطني فلسطيني خالص، يُناقش على مستديرة الكل الوطني الفلسطيني، فقط لا غير".
وتأتي المحادثات وسط آمال بالحد من اندلاع حرب واسعة، وثني إيران عن الرد على اغتيال هنية. وفي هذا السياق، ذكر ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار لوكالة رويترز، أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة فقط هو الذي سيمنع رد إيران المباشر على إسرائيل. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إيراني كبير، وفقاً للوكالة، إن إيران وحلفاءها، مثل حزب الله، سيشنون هجوماً مباشراً إذا فشلت محادثات غزة، أو إذا شعرت أن إسرائيل تطيل أمد المفاوضات. ولم تحدد المصادر المدة التي ستسمح بها إيران للمحادثات بالتقدم قبل الرد.
والأسبوع الماضي، وجّهت الولايات المتحدة ومصر وقطر دعوة علنية مشتركة غير اعتيادية لإسرائيل وحركة حماس لإجراء مفاوضات تبدأ الخميس. وهي دعوة لقيت دعماً فورياً من عدة دول عربية وغربية.