رهانات الانتخابات المغربية: وجوه شبابية تنهي عهد النُخب المحلية

04 سبتمبر 2015
131 ألف مرشح ومرشحة يتنافسون في الانتخابات (فرانس برس)
+ الخط -

تتجه الأنظار إلى الانتخابات المحلية في المغرب المقررة في 4 سبتمبر/أيلول الحالي، وسط رهانات بأن تُنتج نخباً محلية جديدة، تُنهي عهد النخب الموجودة التي بقيت في مناصبها المحلية لسنوات طويلة، وتأتي بقيادات أكثر شباباً في المقاطعات والمحافظات المختلفة.

هذه الانتخابات التي تُعتبر الأولى في عهد الدستور الذي جاء في زمن الحراك العربي، والذي صادق عليه المغاربة في يوليو/تموز 2011، يتنافس فيها ما يزيد عن 131 ألف مرشح ومرشحة ينتسبون إلى 29 حزباً، حول 31 ألفاً و503 مقاعد، وتشتد المنافسة خصوصاً بين الأحزاب السياسية الكبيرة، وعلى رأسها "الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال"، و"العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، و"التجمّع الوطني للأحرار"، و"الاتحاد الاشتراكي"، و"الحركة الشعبية"، و"التقدّم والاشتراكية".

ويأتي حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض على رأس قائمة الأحزاب التي قدّمت أكبر عدد من المرشحين لهذه الانتخابات، إذ قدّم أكثر من 18 ألف مرشح ومرشحة، وبعده يأتي حزب "الاستقلال" المعارض بما يزيد عن 17 ألف مرشح، ثم حزب "العدالة والتنمية" ثالثاً بأكثر من 16 ألف مرشح، وبعده أحزاب "الأحرار"، و"الاتحاد الاشتراكي"، و"الحركة الشعبية".


اقرأ أيضاً: الانتخابات المحلية في المغرب: مجموعة استحقاقات في موعد واحد

تحديات مطروحة

تيعتبر التغلب على العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وبعض الصعوبات الثقافية المرتبطة بالسلوك الانتخابي، أبرز التحديات التي تواجه الانتخابات المحلية، كما يرى رئيس "المركز الدولي لتحليل المؤشرات العامة" محمد بودن.

ويشرح بودن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أحد تحديات الانتخابات المحلية المقبلة أيضاً، هو "إيلاء القيمة للصوت الانتخابي، وتمكين الناخبين من سلطة الاختيار، واحترام سيادة الناخب. ويلفت إلى أن أحد الرهانات الرئيسية من هذه الانتخابات تحقيق نسبة مشاركة تعيد الأمل، تفوق نسبة 52 في المائة، المحققة في انتخابات يونيو/حزيران 2009.

ويرى الباحث المغربي أن هناك رغبة في إعادة الثقة للعمل السياسي المحلي، عبر أساليب جذابة في الحملة الانتخابية، والتطبيق الفعلي للقوانين التنظيمية المرتبطة بالاستحقاقات والمؤسسات المحلية المنتخبة، علاوة على الاستجابة الإيجابية للالتزامات الدستورية، وتجديد الدينامية السياسية.

ويلفت إلى أن "الرهان الرئيس للانتخابات المقبلة يكمن في إيجاد تنافس انتخابي مطبوع بالنزاهة والشفافية والمشروعية"، معتبراً أن "هذه الاستحقاقات ستكون مناسبة لاختبار شعبية أحزاب الأغلبية والمعارضة".

ويرى بودن "أن أحزاباً كثيرة تعيد إنتاج نفسها على مستوى النخب، بحيث أن تحدي الحصول على المقاعد، يفرض على الأحزاب تهميش المناضلين والشباب، والبحث عن محترفي الانتخابات، أو ما يمكن تسميته بالماكينات الانتخابية"، منتقداً تحركات بعض الأحزاب التي ما زالت مبنية على الإغراءات، والطابع المغلق المفتقر للشفافية. ويعتبر أن "تحركات بعض الأحزاب، تفتقد للجاذبية، والقدرات الملائمة للإقناع، والمنافسة السليمة، وهو ما قد يؤثر حتى على الصورة المستقبلية للإدارات المحلية في المحافظات والجهات المختلفة".

اقرأ أيضاً: بنكيران في أول أيام الحملة الانتخابية: هناك مخطط لإسقاطنا

المساهمون