رسالة إلى "صديقي" ترامب
كل الذين جاؤوا من قبلك كانوا أقوياء لكن بقوة السلاح فقط، إلا أنت تهز العالم كله بتغريدة بسيطة على "تويتر". فكم من دولة اهتزَّ اقتصادها بتغريداتك العذبة، وكم من جيوش تجهزت لحرف استفهام أشرت به على صفحتك تجاهها، وكم من مسؤول أميركي خلعته ببضعة أحرف مبعثرة على حسابك التويتري.
ومن باب الصداقة، وحرصاً مني على سمعة الولايات المتحدة الأميركية، والمتمثلة بشخصك "العظيم"، أحب أن أخبرك بأن سفارتكم الموقرة في دمشق، خرجت عما عهدناه من صرامة وقوة الولايات المتحدة في عهدك. فبالأمس تتحدث في صفحتها على "فيسبوك" عن ذكرى مجزرة حماة التي قام بها المجرم حافظ الأسد في الثمانينات. وفي الوقت نفسه، غيرت الصفحة صورة بروفايلها إلى إدلب، في إشارة إلى تضامنها مع إدلب.
"صديقي ترامب"، اسمح لي أن أقول لك، أنه عندنا مثل عربي يقول: "من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم". والظاهر أنَّ ممثلي سفارتكم الموقرة في دمشق قد أصبحوا مثل العرب يدينون ويشجبون ويندبون على "فيسبوك" و"تويتر"، وأقصى ما يفعلونه أنهم يغيرون صور بروفايلات صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
الحقيقة المرة "صديقي ترامب" أنكم معشر الأميركان رغم قوتكم العظمى، إلا أنكم من أبرع شعوب العالم في رياضة ركوب الأمواج. وهذا ما فعله سفيركم السابق فورد في دمشق، ومن بعده رئيسكم السابق أوباما حيث ركبتم أمواج الثورة السورية، وعرفتم كيف تغيرون اتجاه أمواجها، وبذلتم قصارى جهدكم في سبيل إخمادها.
وإنكم أنتم وليس غيركم هو من حمى نظام الأسد من السقوط، وما الروس والإيرانيون وغيرهم سوى جنود مأجورين لديكم. وأعتقد أن إزاحة المجرم بشار لا تكلفكم سوى تغريدة حقيقية على تويتر. أما كفاكم متاجرة بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.
نحن نعرف أنكم تكذبون علينا منذ اللحظة الأولى، وحتى يومنا هذا، وأنتم تكذبون وتكذبون علينا، كما تكذبون على كل شعوب العالم.
لكنكم رغم ذلك تستحقون الاحترام والتقدير، لأنكم تكذبون علينا وتصدقون مع شعوبكم، وعلى عكس من يتبوأون السلطة في بلادنا، إذْ يكذبون علينا، ويصدقون معكم. تقبل تحياتي صديقي الخادع المخادع الكاذب معنا، الصادق الوفي الأمين لأميركا وحلفائها…. "عزيزي ترامب".