وصف رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، اليوم الثلاثاء، الهجوم المسلح على السياح في سوسة الشهر الماضي بأنه "صادم ومؤثر"، لكنه قال إن بلاده لا تعول على السياحة وحدها وإن قطاعات أخرى قادرة على تحقيق النهضة الاقتصادية.
وأوضح المسؤول التونسي، في تصريحات صحافية، اليوم، أن: "هجوم سوسة صادم ومؤثر على القطاع السياحي لكننا لا نعول فقط على السياحة التي لا توفر سوى 7% من إجمالي الناتج المحلي".
واستهدف مسلح سائحين في فندق بمدينة سوسة وقتل 38 سائحاً أغلبهم بريطانيون قبل أن تقتله الشرطة في أسوأ هجوم تعرفه البلاد.
وكان هذا ثاني هجوم على السياحة التونسية هذا العام، بعد المذبحة التي وقعت في مارس/ آذار الماضي في متحف باردو في العاصمة تونس، والتي فتح فيه مسلحان النار على السياح لدى وصولهم في حافلة، وكان بين القتلى الواحد والعشرين إسبان وإيطاليون ويابانيون.
وأكد الصيد في تصريح على هامش أشغال الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية، أن: "العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى المهمة يمكن أن تساهم في تحقيق النهضة الاقتصادية في تونس، شرط توفر إرادة العمل وتضافر جهود الجميع لتحقيق التحول الاقتصادي المنشود".
وأظهرت تقديرات الحكومة أن قطاع السياحة الذي يوفر نحو 400 ألف فرصة عمل سيخسر 500 مليون دولار هذا العام أو ربع إجمالي عائدات العام الماضي.
وتساهم السياحة بنسبة 7% من إجمالي الناتج المحلي، وهي مصدر رئيسي لاحتياطات النقد الأجنبي وأكبر مصادر التوظيف خارج قطاع الزراعة.
وتابع رئيس الحكومة التونسية بقوله: "نعتمد على التحرّك الدبلوماسي على المستوى الدولي لدعم حضور تونس وعلى دور السفراء في بلدان اعتمادهم لحشد الدعم الضروري لمكافحة الإرهاب الذي أصبح ظاهرة دولية، والترويج لتونس اقتصادياً".
والإثنين الماضي، أعلنت الحكومة التونسية عن مشروع قانون تكميلي للميزانية العامة للبلاد، للعام الجاري، يقضي بتخصيص اعتمادات مالية إضافية لقطاعات الدفاع والداخلية والجمارك، بقيمة 306 ملايين دينار تونسي (156 مليون دولار).
وكانت تونس قبل الهجوم الإرهابي على منتجع سوسة السياحي، تواجه عجزاً في ميزانيتها بنحو 1.3 مليار دولار، ومن المنتظر أن يتفاقم هذا العجز بعد تراجع عائدات القطاع السياحي وهو ما قد يضطرها إلى مزيد من التداين الخارجي.
اقرأ أيضاً: الإرهاب يستنزف الاقتصاد التونسي