دماء ومفاجآت في نزالات الفنون القتالية المختلطة...والإمبراطور يخطف الأضواء

19 يونيو 2016
النزال جرى في مدينة سانت بطرسبرغ (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
الجميع كان بانتظار ليلة الفنون القتالية المختلطة داخل القفص، أسدل الستار عنها وشهدت الكثير من النتائج المشوقة، لا سيما في الحدث الرئيسي الذي جمع المقاتل العظيم فيدور إميليانينكو الذي عاد إلى القفص ثانية، بنظيره المخضرم البرازيلي فابيو مالدونادو في سانت بطرسبرغ بروسيا، التي شهدت معركة تاريخية ستبقى في ذاكرة الجميع.

اتجهت الأنظار إلى هذا النزال تحديداً، كيف لا وإميليانينكو يعود للحلبات لأول مرة منذ تقاعده في 2012، والجميع يلقبه في الحلبات بـ"الإمبراطور الروسي الأخير"، وبدأت المعركة المنتظرة، تبادل مع خصمه الضربات في الجولة الأولى منذ البداية، مدٌ وجزر من هنا وهناك، حتى نجح الثاني في الضغط على خصمه بسلسلة من اللكمات المتتالية، وتمكن مالدونادو من أن يحوّل وجه خصمه صاحب الـ39 عاماً إلى شلال من الدماء وهذا كان حال اللقاء في المجمل.

الجولة الأولى انتهت بالتعادل 28-28، لنتطلق الجولة الثانية بقوة من المخضرم الروسي الذي ردّ الدين للمقاتل البرازيلي صاحب الـ36 عاماً، سلسلة من الضربات المتبادلة، وركلات منخفضة في باقي الجولة من الطرفين، اضطراب كبير فوق الحلبة، والتي كادت أن تكون كارثية لمالدونادو البرازيلي، الذي استفاق في الدقيقة الأخيرة ووجه سلسلة من اللكمات الدقيقة، لكن النتيجة صبت في مصلحة الأول 29-28.

حاول إميليانينكو في الجولة الثالثة توجيه ضربات سريعة ولكمات دقيقة لخصمه، ونوّع بشكل كبير في الضربات، ردّ مالدونادو بضربات قوية وثقيلة لخصمه، إلى أن سيطر الروسي في النهاية بشكل كبير، حين هبط أداء المقاتل البرازيلي في الجزء الأخير من الجولة، لتنتهي بنتيجة 29-28، لينتصر الإمبراطور في اللقاء بعد فوزه في جولتين وتعادله في واحدة، من دون شك هذا الأمر شكل مفاجأة لكثيرين، حيث توقع البعض أن يتقدم المقاتل البرازيلي بأريحية في النزال وينهيه لصالحه بدون أي معاناة لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن الوافد إلى مدينة سانت بطرسبرغ، وتفاعل عدد كبير من عشاق هذه الرياضة حول العالم، في وسائل التواصل الاجتماعي في فيسبوك وتويتر مع الحدث الضخم، الذي جذب أنظار الجميع خاصة أنه يشهد نديّة كبيرة، والنزالات التي تحصل دائماً تكون قوية ومليئة بالحماس والإثارة.

وفي لقاء آخر مهم فاجأ الروسي فيتالي ميناكوف خصمه الأسترالي بيتر جارهام الأسترالي صاحب الـ40 عاماً، واستطاع الأول الذي يصغره بـ9 سنوات أن ينتصر من الجولة الأولى بعدما استسلم خصمه على إثر تنفيذه "armlock" في اللغة الحربية أو إخضاع اليد بين القدمين من الجولة الأولى.

المباراة الثانية التي جرت بين كيريل سيديلنيكوف ضد خصمه روبين وولف انتهت بقرار لجنة الحكام بالإجماع، وهذا الأمر تقرر في لقاءين آخرين، بين أخميت ألييف الذي استطاع الفوز على خصمه ماتيج تروهان، وكذلك حدث السيناريو ذاته في نزال أناتولي تكوف ضد فلاديمير فليبيكوف، حيث نجح الأول في الفوز بقرار لجنة التحكيم.

وانتهت الكثير من المباريات من الجولة الأولى، بطريقة واحدة، عبر الضربة الفنية القاضية، فسيرجي بافلوفيتش تمكن من هزيم شعبان كا، فيما تمكن فاديم نيمكوف من توجيه ضربة قاضية لخصمه ميكولاج روزانيسكي الذي فشل من الصمود أكثر من جولة، وفي ذات السياق كرر رسول ميزاريف الأمر عينه حين أقصى ديغوينيز سوزا من الجولة الأولى، أما النزالين الأخيرين اللذين شهدا نفس السيناريو فكانا بين جاك أم سيغان نخصمه عبدالله داداييف، وفاز فيه الأول بالضربة الفنية القاضية، حين وجه ركلة برجله إلى خصمه، وهذا الأمر كرره اللاعب ألكسندر دانكوف، حين هزم ديمتري ماريوخين، لينتهي مسلسل الضربات القاتلة، ولم ينجح أي مقاتل آخر في تكرار الأمر في بقية النزالات، حتى في الجولة الثانية أو الثالثة.

وكان من المفترض أن يشهد نزال جورجي كيشيغين منافسة قوية بمواجهة فلاديمير تويرين، لكنه انتهى من الجولة الأولى بطريقة مختلفة وليس عن طريق ضربة فنية قاضية، بل كان الإخضاع بطرق مختلفة سيد الموقف، ففي هذه المباراة نفذ المقاتل الأول حركة إخضاع اليد بطريقة مميزة على خصمه الذي استسلم مبكراً، وقام فالنتين مولدافسكي بدفع خصمه دانييل دويرير للاستلام بعدما نفذ (Guillotine choke)، بكل مهارة، وهي إمساك عنق الخصم باليدين والضغط عليه بكل قوة من أجل دفعه لطلب إنهاء اللقاء من الحكم.

أما نزال فازيلي زوبكوف فكان مثيراً هو الآخر، حيث نفذ الأول حركة إخضاع جميلة وصعبة على خصمه سيرجي توفكان، الذي أجبر على الاستسلام بعدما شعر بصعوبة الإفلات، وكان الأول مصراً على الفوز بأي شكل من الأشكال، واستعمل حركة تدعى (triangle choke)، وهي إخضاع الخصم عبر القدمين بتشكيل مثلث على العنق، وعادة ما كان ينفذها نجم المصارعة الاستعراضية الحرة "ذي أندرتيكير" في النزالات التي كان يخوضها، وبعدها مُنع من القيام بها لأنها قد تشكل في بعض الأحيان خطراً على حياة الشخص، إذ تقطع الهواء عن القصبة الهوائية بشكل تام، ومن الصعب النجاح في تنفيذها، لأنها تحتاج إلى دقة كبيرة وسرعة بديهة واستغلال للموقف، إضافة إلى استدراج الخضم من أجل الاقتراب إلى تلك المنطقة.

وفي اللقاءين الأخيرين اللذين سنتحدث عنهما، انتصر عبد السفيان أليخانوف على أرتيم شاكولو بقرار الإجماع من قبل حكام اللقاء، فيما كان النزال الأسرع لدى السيدات، حين انتصرت مارينا موخناتينكا على خصمتها إيكارتيرينا تروبيفيا من الجولة الأولى فقط، بعدما استخدمت إخضاع اليد، على إثر مرور 25 ثانية فقط على البداية.
دلالات
المساهمون